بفارق طفيف.. ففتحُ تلك الصور -التي هي بحد ذاتها معجزةُ الحكمة- بانتظام كامل وموازنةٍ تامة دونما خطأ ولا زيادة أو نقصان، إنما هو حقيقةٌ ساطعة باهرة تستقى نورها من دلائلَ وأسانيد بعدد الحيوانات جميعها.
وهكذا شاهَد السائحُ عالَم الطيور والحيوانات وتَلقَّى درسا كاملا من دلالة هذه «الحقائق الثلاث» المتفقة، دلالةً واضحة على أن جميع أنواع الحيوانات تشهد قائلة معا: «لا إله إلا هو» ، حتى غدت الأرض كأنها إنسان ضخم جدا، تذكر «لا إله إلا هو» بنسبة كبرها وضخامتها فتملأ -من شدتها وقوتها- قبةَ السماء حتى يسمعها أهلُ السماوات.
وقد ذُكر في المرتبة السابعة من المقام الأول لبيان هذه الحقائق ما يأتي:
[لا إله إلّا الله الواجبُ الوجود الذي دل على وجوب وجوده في وحدته اتفاقُ جميع أنواع الحيوانات والطيور الحامدات الشاهدات بكلمات حَواسِّها وقواها وحسياتها ولطائفها الموزونات المنتظمات الفصيحات، وبكلمات أجهزتها وجوارحها وأعضائها وآلاتها المكملة البليغات، بشهادة عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ الإيجاد والصنع والإبداع بالإرادة، وحقيقةِ التمييز والتزيين بالقصد، وحقيقة التقدير والتصوير بالحكمة، مع قطعيةِ دلالةِ حقيقةِ فتحِ جميع صورها المنتظمة المتخالفة المتنوعة غير المحصورة من بيضاتٍ وقطراتٍ متماثلة متشابهة محصورة محدودة] .
ثم أراد هذا السائح المتأمل أن يدخل عالَم الإنسان ودنيا البشر كي يمضي صعدا في مراتبَ غيرِ محدودة للمعرفة الإلهية، ويرقى درجةً أعلى في أذواقها، ومنزلةً أسمى في أنوارها غير المتناهية. وعندها دعته إلى الدخول صفوةُ البشر أولا وهم «الأنبياء عليهم السلام» ، فدخل ومضى يسبر غور الأزمان قبل كل شيء فرأى أن جميع «الأنبياء عليهم السلام» -وهم خيرةُ نوع البشر وأكملُهم قاطبة- يَذكرون بلسان واحد ويرددون معا بالإجماع: «لا إله إلّا هو» ، وهم جميعا يدعون إلى التوحيد الخالص بقوةِ ما لا يحد من معجزاتهم الباهرة المصدِّقة لهم ولدعواهم، ورأى أنهم جميعا يدْعون البشرية إلى الإيمان بالله لإخراجها من مرتبة الحيوانية ورفعِها إلى درجة المَلَك؛ لذا فقد جثا السائح على ركبتيه بأدب جمّ وتوقير عظيم في أروقة تلك المدرسة النورانية، ورأى أن بين يدَي كل من أولئك الأئمة الهداة الأعلام للبشرية معجزاتٍ
وهكذا شاهَد السائحُ عالَم الطيور والحيوانات وتَلقَّى درسا كاملا من دلالة هذه «الحقائق الثلاث» المتفقة، دلالةً واضحة على أن جميع أنواع الحيوانات تشهد قائلة معا: «لا إله إلا هو» ، حتى غدت الأرض كأنها إنسان ضخم جدا، تذكر «لا إله إلا هو» بنسبة كبرها وضخامتها فتملأ -من شدتها وقوتها- قبةَ السماء حتى يسمعها أهلُ السماوات.
وقد ذُكر في المرتبة السابعة من المقام الأول لبيان هذه الحقائق ما يأتي:
[لا إله إلّا الله الواجبُ الوجود الذي دل على وجوب وجوده في وحدته اتفاقُ جميع أنواع الحيوانات والطيور الحامدات الشاهدات بكلمات حَواسِّها وقواها وحسياتها ولطائفها الموزونات المنتظمات الفصيحات، وبكلمات أجهزتها وجوارحها وأعضائها وآلاتها المكملة البليغات، بشهادة عظمةِ إحاطةِ حقيقةِ الإيجاد والصنع والإبداع بالإرادة، وحقيقةِ التمييز والتزيين بالقصد، وحقيقة التقدير والتصوير بالحكمة، مع قطعيةِ دلالةِ حقيقةِ فتحِ جميع صورها المنتظمة المتخالفة المتنوعة غير المحصورة من بيضاتٍ وقطراتٍ متماثلة متشابهة محصورة محدودة] .
ثم أراد هذا السائح المتأمل أن يدخل عالَم الإنسان ودنيا البشر كي يمضي صعدا في مراتبَ غيرِ محدودة للمعرفة الإلهية، ويرقى درجةً أعلى في أذواقها، ومنزلةً أسمى في أنوارها غير المتناهية. وعندها دعته إلى الدخول صفوةُ البشر أولا وهم «الأنبياء عليهم السلام» ، فدخل ومضى يسبر غور الأزمان قبل كل شيء فرأى أن جميع «الأنبياء عليهم السلام» -وهم خيرةُ نوع البشر وأكملُهم قاطبة- يَذكرون بلسان واحد ويرددون معا بالإجماع: «لا إله إلّا هو» ، وهم جميعا يدعون إلى التوحيد الخالص بقوةِ ما لا يحد من معجزاتهم الباهرة المصدِّقة لهم ولدعواهم، ورأى أنهم جميعا يدْعون البشرية إلى الإيمان بالله لإخراجها من مرتبة الحيوانية ورفعِها إلى درجة المَلَك؛ لذا فقد جثا السائح على ركبتيه بأدب جمّ وتوقير عظيم في أروقة تلك المدرسة النورانية، ورأى أن بين يدَي كل من أولئك الأئمة الهداة الأعلام للبشرية معجزاتٍ
Yükleniyor...