ثم إن قسما من تفسير بعض الرواة وحُكمهم -النابع من اجتهاداتهم الشخصية التي تحتمل الخطأ- قد اختلط مع متن الحديث النبوي، فيُشتبه أنه منه، وعند ذاك يحتجب المعنى ويختفي، إذ لا تظهر مطابقةُ الحديث مع الواقع، فيدخل ضمن حكم المتشابه.

ثم إن الشخص المعنوي للجماعة وللمجتمع لم يكن واضحا في السابق كما هو في الوقت الحاضر، إذ كان الفكر الانفرادي والاهتمام بالفرد هو الغالب؛ لذا أُسندت الإجراءاتُ الضخمة للجماعة وصفاتُها العظيمة إلى الذين يترأسون تلك الجماعة، ومن هنا صُوّر أولئك الرؤساء تصويرا عجيبا بأنهم يملكون صفاتٍ كليةً خارقة، وأجساما ضخمة هائلة تفوق مائة ضعف عما هم عليه، وأنَّ لهم قوة وقدرة خارقتين، لكي تلائم تلك الإجراءاتِ المهولة. والحال أن هذا التصوير لا يطابق الواقع. لذا أصبحت تلك الرواية متشابهة.

ثم إنه على الرغم من التباين بين صفات «الدجالَين» واختلاف حالتيهما، يلتبس الأمر في تلك الروايات التي وردت بصورتها المطلقة، فيُظن هذا ذاك.

ثم إن أحوال «المهدي الكبير» لا تطابق أحوال المهديين السابقين له، في الروايات التي تشير إليهم، فتصبح تلك الروايات في حكم المتشابه.

إن الإمام عليا رضي الله عنه يذكر «دجال المسلمين» فقط. (11)

انتهت المقدمة.. فنبدأ بالمسائل.

∗ ∗ ∗


Yükleniyor...