كل الآلام في الضلالة، وكل اللذائذ في الإيمان
(حقيقة كبرى تزيّت بزي الخيال)
أيها الصديق الفطن! إن شئت أيها العزيز أن ترى الفرق الواضح بين «الصراط المستقيم» ذلك المسلك المنور «وطريق المغضوب عليهم والضالين» ذلك الطريق المظلم! تناول إذن يا أخي وهْمَك واركب متن الخيال. سنذهب سوية إلى ظلمات العدم، تلك المقبرة الكبرى المليئة بالأموات. إن القدير الجليل قد أخرجَنا من تلك الظلمات بيد قدرته، وأركبنا هذا الوجود، وأتى بنا إلى هذه الدنيا.. الخالية من اللذة الحقة.
فها نحن قد أتينا إلى هذا العالم، عالم الوجود.. هذه الصحراء الواسعة. وأعيُننا قد فُتحت فنظرْنا إلى الجهات الست، وصوّبنا نظرنا إلى الأمام وإذا البلايا والآلام تريد الانقضاض علينا كالأعداء.. ففزعنا منها، وتراجعنا عنها.
ثم نظرنا إلى اليمين والى الشمال مسترحمين العناصر والطبائع، فرأيناها قاسية القلوب لا رحمة فيها، وقد كشرت عن أسنانها تنظر إلينا بنظرات شزرة. لا تسمع دعاءً ولا تلين بكثرة التوسل. فرفعنا أبصارنا مضطرين إلى الأعلى مستمدين العون من الأجرام، ولكن رأيناها مرعبة مهيبة، تهددنا، إذ إنها كالقذائف المنطلقة تسير بسرعة فائقة تجوب بها أنحاء الفضاء، من دون اصطدام، يا تُرى لو أخطأتْ سيرها وضلّت، إذن لانفلق كبد العالم، عالم الشهادة. والعياذ بالله. أليس أمره موكولا إلى المصادفة، هل يأتي منها خير؟! فصرفنا أنظارنا عن هذه الجهة يائسين، ووقعنا في حيرة أليمة، وخفضنا رؤوسنا وفي صدورنا استترنا، ننظر إلى نفوسنا ونطالع ما فيها.. فإذا بنا نسمع ألوف صيحات الحاجات وألوف أنّات الفاقات، تنطلق كلها من نفوسنا الضعيفة. فنستوحش منها في الوقت الذي ننتظر منها السلوان، لا جدوى إذن من هذه الجهة كذلك. لجأنا إلى وجداننا، نبحث عن دواء. ولكن وا أسفاه لا دواء. بل علينا وقع العلاج، إذ تجيش فيه ألوف الآمال والرغبات وألوف المشاعر والنـزعات، الممتدة إلى أطراف الكون.. تراجعنا مذعورين.. نحن عاجزون عن إغاثتها. فلقد تزاحمت الآمال في الإنسان حتى امتدت أطرافها من الأزل إلى الأبد، بل لو ابتلعت الدنيا كلها لما شبعت.
(حقيقة كبرى تزيّت بزي الخيال)
أيها الصديق الفطن! إن شئت أيها العزيز أن ترى الفرق الواضح بين «الصراط المستقيم» ذلك المسلك المنور «وطريق المغضوب عليهم والضالين» ذلك الطريق المظلم! تناول إذن يا أخي وهْمَك واركب متن الخيال. سنذهب سوية إلى ظلمات العدم، تلك المقبرة الكبرى المليئة بالأموات. إن القدير الجليل قد أخرجَنا من تلك الظلمات بيد قدرته، وأركبنا هذا الوجود، وأتى بنا إلى هذه الدنيا.. الخالية من اللذة الحقة.
فها نحن قد أتينا إلى هذا العالم، عالم الوجود.. هذه الصحراء الواسعة. وأعيُننا قد فُتحت فنظرْنا إلى الجهات الست، وصوّبنا نظرنا إلى الأمام وإذا البلايا والآلام تريد الانقضاض علينا كالأعداء.. ففزعنا منها، وتراجعنا عنها.
ثم نظرنا إلى اليمين والى الشمال مسترحمين العناصر والطبائع، فرأيناها قاسية القلوب لا رحمة فيها، وقد كشرت عن أسنانها تنظر إلينا بنظرات شزرة. لا تسمع دعاءً ولا تلين بكثرة التوسل. فرفعنا أبصارنا مضطرين إلى الأعلى مستمدين العون من الأجرام، ولكن رأيناها مرعبة مهيبة، تهددنا، إذ إنها كالقذائف المنطلقة تسير بسرعة فائقة تجوب بها أنحاء الفضاء، من دون اصطدام، يا تُرى لو أخطأتْ سيرها وضلّت، إذن لانفلق كبد العالم، عالم الشهادة. والعياذ بالله. أليس أمره موكولا إلى المصادفة، هل يأتي منها خير؟! فصرفنا أنظارنا عن هذه الجهة يائسين، ووقعنا في حيرة أليمة، وخفضنا رؤوسنا وفي صدورنا استترنا، ننظر إلى نفوسنا ونطالع ما فيها.. فإذا بنا نسمع ألوف صيحات الحاجات وألوف أنّات الفاقات، تنطلق كلها من نفوسنا الضعيفة. فنستوحش منها في الوقت الذي ننتظر منها السلوان، لا جدوى إذن من هذه الجهة كذلك. لجأنا إلى وجداننا، نبحث عن دواء. ولكن وا أسفاه لا دواء. بل علينا وقع العلاج، إذ تجيش فيه ألوف الآمال والرغبات وألوف المشاعر والنـزعات، الممتدة إلى أطراف الكون.. تراجعنا مذعورين.. نحن عاجزون عن إغاثتها. فلقد تزاحمت الآمال في الإنسان حتى امتدت أطرافها من الأزل إلى الأبد، بل لو ابتلعت الدنيا كلها لما شبعت.
Yükleniyor...