فيا نفسي! إنّ أحبَّتك كلَّهم، وعلى رأسهم وفي مقدمتهم حبيبُ الله ﷺ، هم الآن في الطرف الآخر من القبر. فلم يبق هنا إلّا واحد أو اثنان وهم أيضا متأهبون للرّحيل. فلا تُديرنّ رأسَكِ جَفِلَةً من الموت، خائفة من القبر، بل حَدِّقي في القبر وانظري إلى حفرته بشهامة واستمعي إلى ما يطلب. وابتسمي بوجه الموت برجولة، وانظري ماذا يريد؟ وإياكِ أن تغفلي فتكوني أشْبَه بالرجل الثاني!.
يا نفسي! لا تقولي أبدا بأن الزمان قد تغيّر، وأنّ العصر قد تبدّل، وأنّ الناس قد انغمسوا في الدنيا وافتتنوا بحياتها، فهم سُكارى بهموم العيش.. ذلك لأنّ الموت لا يتغير، وأنّ الفراق لا ينقلب إلى بقاء فلا يتغير أيضا، وأنّ العجز الإنساني والفقر البشري هما أيضا لا يتغيران بل يزدادان، وأنّ رحلة البشرية لا تنقطع، بل تَحُثُّ السير وتمضي. ثم لا تقولي كذلك: «أنا مثل كل الناس». ذلك لأنّ ما من أحدٍ من الناس يصاحبك إلاّ إلى عتبة باب القبر.. لا غير. ولو ذهبتِ تنشدين السُّلوان فيما يقال عن مشاركة الآخرين معك في المصيبة ومعيتهم لك، فانّ هذا أيضا لا حقيقة له ولا أساس مطلقا في الطرف الآخر من القبر!.
ولا تَظّني نفسَك سارحةً مفلتةَ الزمام، ذلك لأنّكِ إذا ما نظرت إلى دار ضيافة الدنيا هذهِ نَظر الحكمة والروّية.. فلن تجدي شيئا بلا نظام ولا غاية، فكيف تبقين إذن وحدَك بلا نظام ولا غاية؟! فحتى الحوادث الكونية والوقائع الشبيهة بالزلازل ليست ألعوبةً بيد الصدفة.
فمثلا: في الوقت الذي تشاهدين فيه بأنّ الأرض قد ألبست حُللا مزركشة بعضُها فوق بعض مكتنفةً بعضُها البعض الآخر من أنواع النباتات والحيوانات في منتهى النظام وفي غاية النقش والجمال، وترينها مجهّزة كلَّها من قمة الرأس إلى أخمص القدم بالحكم، ومزينة بالغايات. وفي الوقت الذي تدور بما يشبه جذبةَ حبّ وشوق مولوية (2) بكمال الدقة والنظام ضمن غايات سامية.. ففي الوقت الذي تشهدين هذا، وتعلمين ذلك فكيف يسوغ إذن أن تكون الزلزلة الشبيهة بهزّ عطف كرة الأرض (3) مظهرةً بها عدمَ رضاها عن ثُقل
يا نفسي! لا تقولي أبدا بأن الزمان قد تغيّر، وأنّ العصر قد تبدّل، وأنّ الناس قد انغمسوا في الدنيا وافتتنوا بحياتها، فهم سُكارى بهموم العيش.. ذلك لأنّ الموت لا يتغير، وأنّ الفراق لا ينقلب إلى بقاء فلا يتغير أيضا، وأنّ العجز الإنساني والفقر البشري هما أيضا لا يتغيران بل يزدادان، وأنّ رحلة البشرية لا تنقطع، بل تَحُثُّ السير وتمضي. ثم لا تقولي كذلك: «أنا مثل كل الناس». ذلك لأنّ ما من أحدٍ من الناس يصاحبك إلاّ إلى عتبة باب القبر.. لا غير. ولو ذهبتِ تنشدين السُّلوان فيما يقال عن مشاركة الآخرين معك في المصيبة ومعيتهم لك، فانّ هذا أيضا لا حقيقة له ولا أساس مطلقا في الطرف الآخر من القبر!.
ولا تَظّني نفسَك سارحةً مفلتةَ الزمام، ذلك لأنّكِ إذا ما نظرت إلى دار ضيافة الدنيا هذهِ نَظر الحكمة والروّية.. فلن تجدي شيئا بلا نظام ولا غاية، فكيف تبقين إذن وحدَك بلا نظام ولا غاية؟! فحتى الحوادث الكونية والوقائع الشبيهة بالزلازل ليست ألعوبةً بيد الصدفة.
فمثلا: في الوقت الذي تشاهدين فيه بأنّ الأرض قد ألبست حُللا مزركشة بعضُها فوق بعض مكتنفةً بعضُها البعض الآخر من أنواع النباتات والحيوانات في منتهى النظام وفي غاية النقش والجمال، وترينها مجهّزة كلَّها من قمة الرأس إلى أخمص القدم بالحكم، ومزينة بالغايات. وفي الوقت الذي تدور بما يشبه جذبةَ حبّ وشوق مولوية (2) بكمال الدقة والنظام ضمن غايات سامية.. ففي الوقت الذي تشهدين هذا، وتعلمين ذلك فكيف يسوغ إذن أن تكون الزلزلة الشبيهة بهزّ عطف كرة الأرض (3) مظهرةً بها عدمَ رضاها عن ثُقل
Yükleniyor...