الحقيقة الثالثة

باب الحكمة والعدالة وهو تجلي اسم «الحكيم والعادل»


أمن الممكن (9) لخالق ذي جـلال أظهر ســـلطان ربــوبـيـتـه بتـدبيـر قـانــون الوجــود ابـتــداء من الذرات وانتهاء بالمجرات، بغاية الحكمة والنـظام وبمنتهى العدالـة والميزان.. أن لا يعامِل بالإحســان من احتـموا بتـلك الربوبيـة وانقادوا لتلك الحكمة والعدالة، وأن لا يجازي أولئـك الذيــن عصَـوا بكفرهم وطغيانهم تلك الحكمةَ والعدالــة؟.

بينما الإنسان لا يَلقى ما يستحقه من الثواب أو العقاب في هذه الحياة الفانية على وجه يليق بتلك الحكمة وتلك العدالة إلاّ نادرا، بل يؤخَّر، إذ يرحل أغلبُ أهل الضلالة دون أن يلقوا عقابهم، ويذهب أكثرُ أهل الهداية دون أن ينالوا ثوابهم.. فلابد أن تُناط القضيةُ بمحكمة عادلة، وبلقاءٍ آيل إلى سعادة عظمى.

نعم، إنه لواضح أن الذي يتصرف في هذا الكون إنما يتصرف فيه بحكمة مطلقة. أفَتطلب برهانا على هذا؟.. فانظر إلى رعايته سبحانه للمصالح والفوائد في كل شيء!.. ألا ترى أن أعضاء الإنسان جميعا سواء العظام منها أو العروق وحتى خلاياه الجسمية وكل جزء منه ومكان، قد روعيت فيه فوائد وحكم شتى، بل إن في أعضاء جسمه من الفوائد والأسرار بقدر ما تنتجه الشجرةُ الواحدة من الثمار، مما يدل على أن يد حكمة مطلقة تدير الأمور. فضلا عن التناسق البديع في صنعة كل شيء والانتظام الكامل فيها اللذين يدلان على أن الأمور تؤدّى بحكمة مطلقة.

نعم، إن تضمين الخطة الدقيقة لزهرة جميلة في بُذيرتها الصغيرة، وكتابةَ صحيفة أعمال شجرة ضخمة وتاريخ حياتها وفهرس أجهزتها، في نويّتـها بقلم الـقَــدَر المعنوي.. يرينا


Yükleniyor...