وان كنتم ترومون أن تفهموا بأن أمثال هؤلاء الشباب سيؤول حالُهم في غالب الأمر إلى المستشفيات، بسبب تصرفاتهم الطائشة وإسرافاتهم وتعرضهم لأمراض نفسية.. أو إلى السجون وأماكن الإهانة والتحقير، بسبب نـزواتهم وغرورهم.. أو إلى الملاهي والخمّارات بسبب ضِيْقِ صدورهم من الآلام والاضطرابات المعنوية والنفسية التي تنتابهم.. نعم.. إن شئتم أن تتيقنوا من هذه النتائج فاسألوا المستشفياتِ والسجونَ والمقابرَ.. فستسمعون بلا شك من لسان حال المستشفيات الأنّات والآهات والحسرات المنبعثة من أمراض نَجَمَتْ من نـزوات الشباب وإسرافهم في أمرهم.. وستسمعون أيضا من السجون صيحات الأسى وأصوات الندم وزفرات الحسرات يطلقها أولئك الشبان الأشقياء الذين انساقوا وراءَ طيشهم، وغرورهم فتلقّوا صفعة التأديب لخروجهم على الأوامر الشرعية، وستعلمون أيضا أنّ أكثرَ ما يُعذّب المرءُ في قبره -ذلك العالم البرزخي الذي لا تهدأ أبوابُه عن الانفتاح والانغلاق لكثرة الداخلين فيه- ما هو إلّا بما كسبت يداه من تصرفات سيئة في سنيِّ شبابه، كما هو ثابت بمشاهدات أهل كشف القبور، وشهادة جميع أهل الحقيقة والعلم وتصديقهم.
واسألوا إن شئتم الشيوخ والمرضى الذين يمثلون غالبية البشرية، فستسمعون أنّ أكثريتهم المطلقة يقولون:
«وا أسَفَى على ما فات! لقد ضيعنا ربيعَ شبابنا في أمور تافهة، بل في أمور ضارة! فإياكم إياكم أن تُعيدوا سيرتَنا، وحَذارِ حَذارِ أن تفعلوا مثلَنا!».
ذلك لأنّ الذي يُقاسي سنواتٍ من الغمِّ والهمِّ في الدنيا، والعذابَ في البرزخ، ونارَ سَقَرٍ في الآخرة، لأجل تمتع لا يدوم خمسَ أو عَشْرَ سنوات من عمر الشباب بملذات محظورة.. غير جدير بالإشفاق، مع أنّه في أشدّ الحالات استدرارا للشفقة والرثاء؛ لأنّ الذي يرضى بالضرر وينساق إليه طوعا، لا يستحق الإشفاق عليه ولا النَظر إلى حاله بعين الرحمة، وِفْقَ القاعدة الحكيمة: «الراضي بالضرر لا يُنظر له» . (3)
حفظنا الله وإياكم من فتنة هذا الزمان المغرية ونجّانا من شرورها.. آمِينَ
واسألوا إن شئتم الشيوخ والمرضى الذين يمثلون غالبية البشرية، فستسمعون أنّ أكثريتهم المطلقة يقولون:
«وا أسَفَى على ما فات! لقد ضيعنا ربيعَ شبابنا في أمور تافهة، بل في أمور ضارة! فإياكم إياكم أن تُعيدوا سيرتَنا، وحَذارِ حَذارِ أن تفعلوا مثلَنا!».
ذلك لأنّ الذي يُقاسي سنواتٍ من الغمِّ والهمِّ في الدنيا، والعذابَ في البرزخ، ونارَ سَقَرٍ في الآخرة، لأجل تمتع لا يدوم خمسَ أو عَشْرَ سنوات من عمر الشباب بملذات محظورة.. غير جدير بالإشفاق، مع أنّه في أشدّ الحالات استدرارا للشفقة والرثاء؛ لأنّ الذي يرضى بالضرر وينساق إليه طوعا، لا يستحق الإشفاق عليه ولا النَظر إلى حاله بعين الرحمة، وِفْقَ القاعدة الحكيمة: «الراضي بالضرر لا يُنظر له» . (3)
حفظنا الله وإياكم من فتنة هذا الزمان المغرية ونجّانا من شرورها.. آمِينَ
Yükleniyor...