فيا مَن فُتنتم بزهرة الحياة الدنيا ومتاعِها، ويا مَن يبذلون قُصارى جهدهم لضمان الحياة والمستقبل بالقلق عليهما! أيها البائسون!

إن كنتم ترومون التمتع بلذة الدنيا والتنعم بسعادتها وراحتها، فاللذائذ المشروعة تُغنيكم عن كل شيء، فهي كافية ووافية لتلبية رغباتكم وتطمين أهوائكم. ولقد أدركتم -مما بيّناه آنفا- أن كل لذة ومتعة خارج نطاق الشرع فيها ألفُ ألمٍ وألم، إذ لو أمكن عرض ما سيقع من أحداث مقبلة بعد خمسين سنة مثلا، على شاشة الآن مثلما تُعرض الأحداث الماضية عليها لَبَكى أربابُ الغفلة والسفاهة بكاءً مرا أليما على ما يضحكون له الآن.

فمن كان يريد السرورَ الخالصَ الدائمَ والفرحَ المقيمَ في الدنيا والآخرة، عليه أن يقتدي بما في نطاق الإيمان من تربية محمد ﷺ.


Yükleniyor...