مع جميع الأوعية الدموية من شرايين وأوردة وأعصاب محرّكة وحسية، ومع جميع القوى التي تنظّم الجسم كالقوة الجاذبة والدافعة والمولّدة والمصوّرة وأمثالها. فإن كان لك أيها المدَّعي علم واسع وقدرة شاملة تنشئ تلك العروق والأعصاب والقوى المودَعة في الجسم وتنسّقها وتستخدمُها في مهماتها.. وكذا إن كانت لديك حكمة شاملة وقدرة نافذة تستطيع أن تتصرف في شؤون أخواتي من خلايا الجسم كلِّها، والتي تتشابه في الإتقان والروعة النوعية، فهيا أظهرها. ثم ادّع بأنك تتمكن من صنعي. وإلّا فاغرب عنا. فإن الكريات الحمر تزودني بالأرزاق، والكريات البيض تدافع عني تجاه الأمراض المهاجمة. فليَ أعمال جسام، لا تشغلني عنها. فإنّ عاجزا قاصرا أعمى مثلَك ليس له حقُّ التدخل في شؤوننا الدقيقة أبدا؛ لأن فينا من النظام المُحكم الكامل (4) ما لو يحكمنا غيرُ الحكيم المطلق والقديـــر المطلق والعليم المطلق لـفـسد نظامُنا وانفرط عقدُنا».

Yükleniyor...