فمرتبة الحشر، الذي يلزم العمومَ الإيمانُ به، هي أن الناس بعد الموت، تذهب أرواحُهم إلى مقامات أخرى وأجسادهم تَرمُّ إلاّ عَجْبَ الذَنب -الذي هو جزء صغير لا يندثر من جسم الإنسان وهو في حكم بذرة- وإن الله سبحانه ينشئ من هذا الجزء الصغير جسد الإنسان يوم الحشر ويبعث إليه روحَه. (10)
فهذه المرتبة من الحشر سهلة إلى درجة أن لها الملايينَ من الأمثلة في كل ربيع. إلّا أن القرآن الكريم لأجل إثبات هذه المرتبة السهلة، يبيّن أحيانا قدرةً قادرة على حشر جميع الذرات ونشرها. وأحيانا يبين آثار قدرةٍ وحكمة تتمكن من إرسال المخلوقات كافة إلى الفناء والعدم ثم إعادتها من هناك.. ويبين في بعض آياته آثارَ وتدابيرَ قدرةٍ وحكمة لها من المقدرة على نثر النجوم وشق السماوات وفطرها.. وتبين آيات أخرى تدابيرَ قدرةٍ وحكمة قادرة على إماتة جميع ذوي الحياة وبعثهم بصيحة واحدة، دفعةً واحدة.. ويبين في أخرى تجلياتِ قدرةٍ وحكمة قادرة على حشر ما على الأرض من ذوي الحياة، ونشره كل على انفراد.. ويبين أحيانا آثارَ قدرة وحكمة قادرة على بعثرة الأرض كلها ونسف الجبال وتبديلها إلى صورة أجملَ منها. بمعنى أنه مما سوى مرتبة الحشر الذي هو مفروض على الجميع الإيمانُ به ومعرفتُه، فإن كثيرا من مراتبه يمكن أن تتحقق بتلك القدرة والحكمة. فإذا ما اقتضت الحكمةُ الربانية قيامَها، فلابد أنه سيقيمها جميعا مع حشر الإنسان ونشره، أو سيقيم بعضا مهمّا منها.
سؤال: تقولون: إنك تستعمل في «الكلمات» القياسَ التمثيلي كثيرا. بينما القياسُ التمثيلي لا يفيد اليقين حسب «علم المنطق»؛ إذ يلزم البرهانُ المنطقي في المسائل اليقينية، أما القياسُ التمثيلي فيستعمل في المطالب التي يكفيها الظنُّ الغالب، كما هو لدى علماء أصول الفقه.
فضلا عن أنك تذكر التمثيلات في أسلوب الحكاية. والحكايةُ تكون خيالية، لا حقيقية وقد تكون مخالفةً للواقع.
الجواب: نعم، لقد ورد في علم المنطق: أن القياس التمثيلي لا يفيد اليقين العلمي. إلّا أن للقياس التمثيلي نوعا هو أقوى بكثير من البرهان اليقيني للمنطق. بل هو أكثر يقينا من الضرب الأول من الشكل الأول للمنطق. وذلك القسم هو إظهارُ جزءٍ وطرفٍ من حقيقةٍ
فهذه المرتبة من الحشر سهلة إلى درجة أن لها الملايينَ من الأمثلة في كل ربيع. إلّا أن القرآن الكريم لأجل إثبات هذه المرتبة السهلة، يبيّن أحيانا قدرةً قادرة على حشر جميع الذرات ونشرها. وأحيانا يبين آثار قدرةٍ وحكمة تتمكن من إرسال المخلوقات كافة إلى الفناء والعدم ثم إعادتها من هناك.. ويبين في بعض آياته آثارَ وتدابيرَ قدرةٍ وحكمة لها من المقدرة على نثر النجوم وشق السماوات وفطرها.. وتبين آيات أخرى تدابيرَ قدرةٍ وحكمة قادرة على إماتة جميع ذوي الحياة وبعثهم بصيحة واحدة، دفعةً واحدة.. ويبين في أخرى تجلياتِ قدرةٍ وحكمة قادرة على حشر ما على الأرض من ذوي الحياة، ونشره كل على انفراد.. ويبين أحيانا آثارَ قدرة وحكمة قادرة على بعثرة الأرض كلها ونسف الجبال وتبديلها إلى صورة أجملَ منها. بمعنى أنه مما سوى مرتبة الحشر الذي هو مفروض على الجميع الإيمانُ به ومعرفتُه، فإن كثيرا من مراتبه يمكن أن تتحقق بتلك القدرة والحكمة. فإذا ما اقتضت الحكمةُ الربانية قيامَها، فلابد أنه سيقيمها جميعا مع حشر الإنسان ونشره، أو سيقيم بعضا مهمّا منها.
سؤال: تقولون: إنك تستعمل في «الكلمات» القياسَ التمثيلي كثيرا. بينما القياسُ التمثيلي لا يفيد اليقين حسب «علم المنطق»؛ إذ يلزم البرهانُ المنطقي في المسائل اليقينية، أما القياسُ التمثيلي فيستعمل في المطالب التي يكفيها الظنُّ الغالب، كما هو لدى علماء أصول الفقه.
فضلا عن أنك تذكر التمثيلات في أسلوب الحكاية. والحكايةُ تكون خيالية، لا حقيقية وقد تكون مخالفةً للواقع.
الجواب: نعم، لقد ورد في علم المنطق: أن القياس التمثيلي لا يفيد اليقين العلمي. إلّا أن للقياس التمثيلي نوعا هو أقوى بكثير من البرهان اليقيني للمنطق. بل هو أكثر يقينا من الضرب الأول من الشكل الأول للمنطق. وذلك القسم هو إظهارُ جزءٍ وطرفٍ من حقيقةٍ
Yükleniyor...