فانظر مثلا إلى هذه الشجرة المنتصبة أمام غرفتنا، وهي شجرة الدُّلب ذات الأغصان الثلاثة؛ فهي تمثل كلمة عظيمة ينطق بها لسان هذا الجبل الموجود في فم «بارلا» ألا تَرى كم من مئات ألسنة الأغصان لكل رأس من رؤوس الشجرة الثلاثة، وكم من مئات ثمرات الكلمات الموزونة المنتظمة في كل لسان؟ وكم من مئات حروف البُذيرات المجنحة في كل ثمرة من الثمرات؟ ألا يسبّح كلّ من تلك الرؤوس والألسنة لمالك المُلْكِ الذي له أمرُ كن فيكون؟ ألّا يسبِّح بكلام فصيح، وبثناء بليغ واضح؛ حتى إنّك تشاهد تسبيحاتِها وتسمعها؟!
فالمَلَك المُوكل عليها أيضا يمثل تلك التسبيحات في عالم المعنى بألسنةٍ متعددة.
بل الحكمة تقتضي أن يكون الأمر هكذا!
رابعتها
مثلا: قوله تعالى: ﹛ ﴿ اِنَّمَٓا اَمْرُهُٓ اِذَٓا اَرَادَ شَيْـًٔا اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾|﹜ (يس:٨٢) ﹛﴿ وَمَٓا اَمْرُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ ﴾|﹜ (النحل:٧٧) ﹛﴿ وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَر۪يدِ ﴾|﹜ (ق:١٦) ﹛﴿ تَعْرُجُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ اِلَيْهِ ف۪ي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْس۪ينَ اَلْفَ سَنَةٍ ﴾|﹜ (المعارج:٤) وأمثال هذه الآيات الكريمة التي تعبّر عن الحقيقة السامية الآتية وهي: أنّ الله سبحانه وتعالى، القدير على كل شئ، يخلق الأشياء بسهولة مطلقة في سرعة مطلقة دُونَ أيةِ معالجة أو مباشرة، حتى تبدو الأشياء كأنّها توجد بمجرد الأمر.
ثم إنّ ذلك الصانع الجليل قريب جدا إلى المصنوعات، بينما المصنوعات بعيدة عنه غاية البعد. ثم إنّه سبحانه مع كبريائه المطلق، لا يدع أحقر الأشياء وأكثَرها جزئية وخسّةً خارجَ إتقانه!
هذه الحقيقة القرآنية يشهد لها جريان الانتظام الأكمل في الموجودات وبسهولة مطلقة. كما أنّ التمثيل الآتي بيّن سرَّ حكمتها: فمثلا «ولله المثل الأعلى» إنّ الوظائف التي قلّدها الأمر الرباني والتسخيرَ الإلهي للشمس -التي تمثل مرآةً كثيفةً لاسم النور من الأسماء الحسنى- تقرّب هذه الحقيقة إلى الفهم. وذلك أنّه مع علّو الشمس ورفعتِها، قريبة جدا من المواد الشفافة واللامعة، بل إنها أقربُ إلى ذوات تلك الأشياء من أنفسِها. وعلى الرغم من أنّ الشمس تجعل الأشياء تتأثَّرُ بها بجلواتها وبضوئها وبجهات أخرى شبيهةٍ بالتصرف فيها، إلّا أنّ تلك المواد
فالمَلَك المُوكل عليها أيضا يمثل تلك التسبيحات في عالم المعنى بألسنةٍ متعددة.
بل الحكمة تقتضي أن يكون الأمر هكذا!
رابعتها
مثلا: قوله تعالى: ﹛ ﴿ اِنَّمَٓا اَمْرُهُٓ اِذَٓا اَرَادَ شَيْـًٔا اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾|﹜ (يس:٨٢) ﹛﴿ وَمَٓا اَمْرُ السَّاعَةِ اِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ ﴾|﹜ (النحل:٧٧) ﹛﴿ وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَر۪يدِ ﴾|﹜ (ق:١٦) ﹛﴿ تَعْرُجُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ اِلَيْهِ ف۪ي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْس۪ينَ اَلْفَ سَنَةٍ ﴾|﹜ (المعارج:٤) وأمثال هذه الآيات الكريمة التي تعبّر عن الحقيقة السامية الآتية وهي: أنّ الله سبحانه وتعالى، القدير على كل شئ، يخلق الأشياء بسهولة مطلقة في سرعة مطلقة دُونَ أيةِ معالجة أو مباشرة، حتى تبدو الأشياء كأنّها توجد بمجرد الأمر.
ثم إنّ ذلك الصانع الجليل قريب جدا إلى المصنوعات، بينما المصنوعات بعيدة عنه غاية البعد. ثم إنّه سبحانه مع كبريائه المطلق، لا يدع أحقر الأشياء وأكثَرها جزئية وخسّةً خارجَ إتقانه!
هذه الحقيقة القرآنية يشهد لها جريان الانتظام الأكمل في الموجودات وبسهولة مطلقة. كما أنّ التمثيل الآتي بيّن سرَّ حكمتها: فمثلا «ولله المثل الأعلى» إنّ الوظائف التي قلّدها الأمر الرباني والتسخيرَ الإلهي للشمس -التي تمثل مرآةً كثيفةً لاسم النور من الأسماء الحسنى- تقرّب هذه الحقيقة إلى الفهم. وذلك أنّه مع علّو الشمس ورفعتِها، قريبة جدا من المواد الشفافة واللامعة، بل إنها أقربُ إلى ذوات تلك الأشياء من أنفسِها. وعلى الرغم من أنّ الشمس تجعل الأشياء تتأثَّرُ بها بجلواتها وبضوئها وبجهات أخرى شبيهةٍ بالتصرف فيها، إلّا أنّ تلك المواد
Yükleniyor...