فإن عزرائيل عليه السلام هو الآخر ستار، فهو ستار لأداء تلك الوظيفة وحجاب للقدرة الإلهية، إذ أصبح مرجِعا لحالات تبدو ظاهرا أنها غيرُ ذات رحمة ولا تليق بكمال القدرة الربانية.
نعم، إن العزّة والعظمة تستدعيان وضعَ الأسباب الظاهرية أمام نظر العقل، إلّا أن التوحيد والجلال يردّان أيدي الأسباب عن التأثير الحقيقي.
اللمعة الثانية
تأمَّل في بستان هذه الكائنات، وانظر إلى جِنان هذه الأرض، وأنعم النظر في الوجه الجميل لهذه السماء المتلألئة بالنجوم، تَرَ أن للصانع الجليل جلّ جلالُه ختما خاصا بمن هو صانعُ كل شيء على كل مصنوع من مصنوعاته، وعلامةً خاصةً بمن هو خالقُ كل شيء على كل مخلوق من مخلوقاته، وآيةً لا تقلَّد خاصة بسلطان الأزل والأبد على كل منشورٍ من كتابات قلم قُدرته على صحائف الليل والنهار وصفحات الصيف والربيع. سنذكر من تلك الأختام والعلامات بضعا منها نموذجا ليس إلّا.
انظر مما لا يحصى من علاماته إلى هذه العلامة التي وضعها على «الحياة»: «إنه يخلق من شيءٍ واحد كلَّ شيء، ويخلق من كلِّ شيءٍ شيئا واحدا». فمن ماء النطفة بل من ماء الشرب، يخلق ما لا يُعد من أجهزة الحيوان وأعضائه، فهذا العمل لاشك أنه خاص بقدير مطلق القدرة.
ثم إن تحويل الأطعمة المتنوعة، سواء الحيوانية أو النباتية، إلى جسم خاص بنظام كامل دقيق، ونسج جلد خاص للكائن وأجهزة معينة من تلك المواد المتعددة لا شك أنه عملُ قدير على كل شيء وعليم مطلق العلم.
نعم، إن خالق الموت والحياة يدير الحياة في هذه الدنيا، إدارةً حكيمة بقانون أمري معجِز، بحيث لا يمكن أن يطبّق ذلك القانون وينفّذه إلّا مَن يصرّف جميعَ الكون في قبضته.
وهكذا إن لم تنطفئ جذوة عقلك ولم تفقد بصيرةَ قلبك فستفهم أنّ جعلَ الشيء الواحدِ كلَّ شيء بسهولة مطلقة وانتظام كامل، وجعلَ كلَّ شيء شيئا واحدا بميزانٍ دقيق وانتظام رائع وبمهارة وإبداع، ليس إلّا علامةً واضحة وآيةً بيّنة لخالق كلِّ شيء وصانِعه.
فلو رأيت -مثلا- أن أحدا يملك أعمالا خارقة: ينسج من وزنِ درهمٍ من القطن مائة
نعم، إن العزّة والعظمة تستدعيان وضعَ الأسباب الظاهرية أمام نظر العقل، إلّا أن التوحيد والجلال يردّان أيدي الأسباب عن التأثير الحقيقي.
اللمعة الثانية
تأمَّل في بستان هذه الكائنات، وانظر إلى جِنان هذه الأرض، وأنعم النظر في الوجه الجميل لهذه السماء المتلألئة بالنجوم، تَرَ أن للصانع الجليل جلّ جلالُه ختما خاصا بمن هو صانعُ كل شيء على كل مصنوع من مصنوعاته، وعلامةً خاصةً بمن هو خالقُ كل شيء على كل مخلوق من مخلوقاته، وآيةً لا تقلَّد خاصة بسلطان الأزل والأبد على كل منشورٍ من كتابات قلم قُدرته على صحائف الليل والنهار وصفحات الصيف والربيع. سنذكر من تلك الأختام والعلامات بضعا منها نموذجا ليس إلّا.
انظر مما لا يحصى من علاماته إلى هذه العلامة التي وضعها على «الحياة»: «إنه يخلق من شيءٍ واحد كلَّ شيء، ويخلق من كلِّ شيءٍ شيئا واحدا». فمن ماء النطفة بل من ماء الشرب، يخلق ما لا يُعد من أجهزة الحيوان وأعضائه، فهذا العمل لاشك أنه خاص بقدير مطلق القدرة.
ثم إن تحويل الأطعمة المتنوعة، سواء الحيوانية أو النباتية، إلى جسم خاص بنظام كامل دقيق، ونسج جلد خاص للكائن وأجهزة معينة من تلك المواد المتعددة لا شك أنه عملُ قدير على كل شيء وعليم مطلق العلم.
نعم، إن خالق الموت والحياة يدير الحياة في هذه الدنيا، إدارةً حكيمة بقانون أمري معجِز، بحيث لا يمكن أن يطبّق ذلك القانون وينفّذه إلّا مَن يصرّف جميعَ الكون في قبضته.
وهكذا إن لم تنطفئ جذوة عقلك ولم تفقد بصيرةَ قلبك فستفهم أنّ جعلَ الشيء الواحدِ كلَّ شيء بسهولة مطلقة وانتظام كامل، وجعلَ كلَّ شيء شيئا واحدا بميزانٍ دقيق وانتظام رائع وبمهارة وإبداع، ليس إلّا علامةً واضحة وآيةً بيّنة لخالق كلِّ شيء وصانِعه.
فلو رأيت -مثلا- أن أحدا يملك أعمالا خارقة: ينسج من وزنِ درهمٍ من القطن مائة
Yükleniyor...