ولما كان قسم من المفاسد هو عصيانا شاملا وتعدّيا فاضحا على حقوق كثير من المخلوقات وإهانةً لها واستخفافا بها حتى يستدعي غـضبُ العناصر ولا سيما الأرض، فيثير غيظها، فلاشك أن الإيعاز إلى عنصر عظيم بأن يؤدب أولئك العصاة، إظهارا لبشاعة عصيانهم وجسامة جنايتهم، إنما هو عينُ الحكمة والعدالة، وعين الرحمة للمظلومين في الوقت نفسِه.
السؤال السادس
يشيع الغافلون في الأوساط، أن الزلزلة ما هي إلّا نتيجةُ انقلابات المعادن واضطراباتها في جوف الأرض، فينظرون إليها نظرَ حادثةٍ نجمت من غير قصد، ونتيجة مصادفة وأمور طبيعية، ولا يرون الأسباب المعنوية لهذه الحادثة ولا نتائجها، كي يفيقوا من غفلتهم وينتبهوا من رقدتهم. فهل من حقيقة لما يستندون إليه؟
الجواب: لا حقيقة له غير الضلال، لأننا نشاهد أن كل نوع من آلاف أنواع الأحياء التي تزيد على خمسين مليونا على الكرة الأرضية، يلبس أقمصتَه المزركشة المنسقة ويبدّلها كلَّ سنة، بل لا يبقى جناح واحد وهو عضو واحد من مئات أعضاء الذباب الذي لا يعد ولا يحصى... لا يبقى هذا العضو هملا ولا سدىً، بل ينال نورَ القصد والإرادة والحكمة. مما يدل على أن الأفعال والأحوال الجليلة للكرة الأرضية الضخمة -التي هي مهدُ ما لا يُحد من ذوي المشاعر وحضارتهم ومرجعهم ومأواهم- لا تبقى خارج الإرادة والاختيار والقصد الإلهي، بل لا يبقى أي شيء خارجَها، جزئيا كان أم كليا. ولكن القدير المطلق قد جعل الأسباب الظاهرة ستائر أمام تصرفاته بمقتضى حكمته المطلقة، إذ حالما تتوجّه إرادتُه إلى إحداث الزلزلة، يأمر -أحيانا- معدنا من المعادن بالاضطراب والحركة، فيوقده ويشعله.
هَبْ أن الزلزال نشأ فرضا من حدوث انقلابات المعادن واضطراباتها، فلا يحدث أيضا إلّا بأمر إلهي ووفق حكمته لا غير. إذ كيف أنه من البلاهة والجنون، وضياع جسيم لحق المقتول، ألّا يُؤخَذ القاتلُ بنظر الاعتبار ويُحصَر النظر في البارود المشتعل في طلقة بندقيته، كذلك فإن الحماقة الأشنع منها الانسياقُ إلى الطبيعة ونسيان الأمر الإلهي بإشعال القنبلة
السؤال السادس
يشيع الغافلون في الأوساط، أن الزلزلة ما هي إلّا نتيجةُ انقلابات المعادن واضطراباتها في جوف الأرض، فينظرون إليها نظرَ حادثةٍ نجمت من غير قصد، ونتيجة مصادفة وأمور طبيعية، ولا يرون الأسباب المعنوية لهذه الحادثة ولا نتائجها، كي يفيقوا من غفلتهم وينتبهوا من رقدتهم. فهل من حقيقة لما يستندون إليه؟
الجواب: لا حقيقة له غير الضلال، لأننا نشاهد أن كل نوع من آلاف أنواع الأحياء التي تزيد على خمسين مليونا على الكرة الأرضية، يلبس أقمصتَه المزركشة المنسقة ويبدّلها كلَّ سنة، بل لا يبقى جناح واحد وهو عضو واحد من مئات أعضاء الذباب الذي لا يعد ولا يحصى... لا يبقى هذا العضو هملا ولا سدىً، بل ينال نورَ القصد والإرادة والحكمة. مما يدل على أن الأفعال والأحوال الجليلة للكرة الأرضية الضخمة -التي هي مهدُ ما لا يُحد من ذوي المشاعر وحضارتهم ومرجعهم ومأواهم- لا تبقى خارج الإرادة والاختيار والقصد الإلهي، بل لا يبقى أي شيء خارجَها، جزئيا كان أم كليا. ولكن القدير المطلق قد جعل الأسباب الظاهرة ستائر أمام تصرفاته بمقتضى حكمته المطلقة، إذ حالما تتوجّه إرادتُه إلى إحداث الزلزلة، يأمر -أحيانا- معدنا من المعادن بالاضطراب والحركة، فيوقده ويشعله.
هَبْ أن الزلزال نشأ فرضا من حدوث انقلابات المعادن واضطراباتها، فلا يحدث أيضا إلّا بأمر إلهي ووفق حكمته لا غير. إذ كيف أنه من البلاهة والجنون، وضياع جسيم لحق المقتول، ألّا يُؤخَذ القاتلُ بنظر الاعتبار ويُحصَر النظر في البارود المشتعل في طلقة بندقيته، كذلك فإن الحماقة الأشنع منها الانسياقُ إلى الطبيعة ونسيان الأمر الإلهي بإشعال القنبلة
Yükleniyor...