لائقة بالجنة وملائمة للأبدية. إذ المواد الجامدة التي لا شعور لها ولا حياة، في دار الدنيا هذه، تصبح هناك ذات شعور وحياة بدلالة الآية الكريمة: ﹛﴿ وَمَا هٰذِهِ الْحَيٰوةُ الدُّنْيَٓا اِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌۜ وَاِنَّ الدَّارَ الْاٰخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُۢ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾|﹜ (العنكبوت:٦٤).
فالأشجار هناك كالإنسان هنا، تُدرك الأوامر وتنفّذها، والأحجارُ هناك كالحيوانات هنا، تُطيع ما تُؤمر. فإذا قلتَ لشجرة: أعطيني ثمرةَ كذا تعطيك حالا، وإن قلتَ لحجر: تعالَ هنا، يأتيك.
فما دامت الأشجارُ والأحجار تتخذ مثل هذه الدرجات العالية من الصفات، فلاشك أن الأكل والشرب والنكاح تتخذ صورا رفيعة عالية، مع محافظتها على حقيقتها الجسمانية التي تفوق درجاتِها الدنيوية بنسبة سموّ درجة الجنة على الدنيا.
سؤال: يحضر أعرابي مجلس الرسول ﷺ لدقيقة واحدة، فيكسب محبةً لله. ويكون معه ﷺ في الجنة حسب ما ورد في الحديث الشريف: «المرءُ مع من أحب» ، (3) فكيف يعادلُ فيض غير متناهٍ ينالُه الرسول الكريم مع فيض هذا الأعرابي؟
الجواب: نشير إلى هذه الحقيقة السامية بمثال: رجلٌ عظيم أعدّ ضيافة فاخرة جدا، في بستان مزهر رائع الجمال، وهيأ معرضا في منتهى الزينة والإبداع، جامعا لجميع أنواع المطعومات التي تحسّ بها حاسةُ الذوق، شاملا جميعَ المحاسن التي ترتاح إليها حاسةُ البصر، ومشتملا على جميع الغرائب التي تبهج قوةَ الخيال. وهكذا وضع فيه كلَّ ما يُرضي ويُطَمْئن كلَّ حاسة من الحواس الظاهرة والباطنة.
والآن يذهب صديقان معا إلى تلك الضيافة ويجلسان جنبا إلى جنب على مائدة واحدة في مكان مخصص، ولكن لكَون أحدهما يملك حاسةَ ذوق ضعيفة، لا يتذوق إلّا شيئا قليلا من تلك الضيافة، ولا يرى كثيرا من الأشياء، لأن بصرَه ضعيف، ولا يشم الروائحَ الطيبة، لأنه فاقد لحاسة الشم، ولا يفهم خوارق الأشياء، لعَجزه عن إدراك غرائب الصنعة.. أي لا يستفيد من تلك الروضة الرائعة، ولا يذوق من تلك الضيافة العامرة إلّا واحدا من ألف، بل من مليون مما فيها، وذلك حسب قابلياته الضعيفة. أما الآخر، فلأن جميعَ حواسه الظاهرة
فالأشجار هناك كالإنسان هنا، تُدرك الأوامر وتنفّذها، والأحجارُ هناك كالحيوانات هنا، تُطيع ما تُؤمر. فإذا قلتَ لشجرة: أعطيني ثمرةَ كذا تعطيك حالا، وإن قلتَ لحجر: تعالَ هنا، يأتيك.
فما دامت الأشجارُ والأحجار تتخذ مثل هذه الدرجات العالية من الصفات، فلاشك أن الأكل والشرب والنكاح تتخذ صورا رفيعة عالية، مع محافظتها على حقيقتها الجسمانية التي تفوق درجاتِها الدنيوية بنسبة سموّ درجة الجنة على الدنيا.
سؤال: يحضر أعرابي مجلس الرسول ﷺ لدقيقة واحدة، فيكسب محبةً لله. ويكون معه ﷺ في الجنة حسب ما ورد في الحديث الشريف: «المرءُ مع من أحب» ، (3) فكيف يعادلُ فيض غير متناهٍ ينالُه الرسول الكريم مع فيض هذا الأعرابي؟
الجواب: نشير إلى هذه الحقيقة السامية بمثال: رجلٌ عظيم أعدّ ضيافة فاخرة جدا، في بستان مزهر رائع الجمال، وهيأ معرضا في منتهى الزينة والإبداع، جامعا لجميع أنواع المطعومات التي تحسّ بها حاسةُ الذوق، شاملا جميعَ المحاسن التي ترتاح إليها حاسةُ البصر، ومشتملا على جميع الغرائب التي تبهج قوةَ الخيال. وهكذا وضع فيه كلَّ ما يُرضي ويُطَمْئن كلَّ حاسة من الحواس الظاهرة والباطنة.
والآن يذهب صديقان معا إلى تلك الضيافة ويجلسان جنبا إلى جنب على مائدة واحدة في مكان مخصص، ولكن لكَون أحدهما يملك حاسةَ ذوق ضعيفة، لا يتذوق إلّا شيئا قليلا من تلك الضيافة، ولا يرى كثيرا من الأشياء، لأن بصرَه ضعيف، ولا يشم الروائحَ الطيبة، لأنه فاقد لحاسة الشم، ولا يفهم خوارق الأشياء، لعَجزه عن إدراك غرائب الصنعة.. أي لا يستفيد من تلك الروضة الرائعة، ولا يذوق من تلك الضيافة العامرة إلّا واحدا من ألف، بل من مليون مما فيها، وذلك حسب قابلياته الضعيفة. أما الآخر، فلأن جميعَ حواسه الظاهرة
Yükleniyor...