إليها بالمعنى الإسمي، أي إن الموجوداتِ قائمة بذاتها، وبدأت تتحدث عنها علـى هذه الصورة فتقول: ما أجملَ هذا! بـدلا من: ما أجمل خَلقَ هذا، سالبةً بهذا القولِ الجمالَ الحقيقي للشيء. فأهانتْ بإسنادها الجمالَ إلى الشيءِ نفسِهِ جميعَ الموجودات حتى جعلت الكائنات شاكيةً عليها يومَ القيامة..
نعم، إن الفلسفة الملحدة إنما هي سفسطة لا حقيقة لها وتحقير للكون وإهانة له.
الأساس الثاني
للوصول إلى مدى الفرقِ بين التربية الأخلاقية التي يُربِّي بها القرآن الكريم تلاميذه، والدرسِ الذي تُلقِّنُهُ حكمةُ الفلسفة، نرى أن نضع تلميذيهما في الموازنة:
فالتلميذ المخلص للفلسفة «فرعون» ولكنه فرعون ذليل، إذ يعبد أخس شيء لأجْلِ منفعته، ويتّخذ كلَّ ما ينفعه رَبَّا له. ثم إن ذلك التلميذَ الجاحدَ «متمرد وعنود» ولكنه متمرد مسكين يرضى لنفسه منتهى الذل في سبيل الحصول على لذة، وهو عنود دنيئ إذ يتذلل ويخنع لأشخاص هم كالشياطين، بل يقبّل أقدامهم! ثم إن ذلك التلميذَ الملحدَ «مغرور، جبار» ولكنه جبار عاجز لشعوره بمنتهى العجز في ذاته، حيث لا يجد في قلبه من يستند إليه. ثم إن ذلك التلميذَ «نفعي ومصلحي» لا يَرى إلّا ذاتَه. فغايةُ همَّتِهِ تلبيةُ رغباتِ النفس والبطن والفرج، وهو «دسّاس مكّار» يتحرّى عن مصالحه الشخصية ضِمْنَ مصالح الأمة.
بينما تلميذُ القرآن المخلص هو «عبد» ولكنه عبد عزيز لا يستذل لشيء حتى لأعظم مخلوق، ولا يرضى حتى بالجنة -تلك النعمة العظمى- غايةً لعبوديته لله. ثم إنه تلميذ «متواضع، ليّن هيّن» ولكنه لا يتذلل بإرادته لغير فاطره الجليل ولغير أمره وإذنه. ثم إنه «فقير وضعيف» موقِن بفقره وضعفه، ولكنه مُستغنٍ عن كل شيء بما ادّخره له مالكُه الكريم من خزائن لا تنفد في الآخرة. وهو «قوي» لاستناده إلى قوة سيده المطـلقة. ثم إنه لا يعمل إلّا لوجه الله، بل لا يسعى إلّا ضمن رضاهُ بلوغا إلى الفضائل ونشرها.
وهكذا تُفهم التربيةُ التي تربي بها الحكمتان، لدى المقارنة بين تلميذيهما.
نعم، إن الفلسفة الملحدة إنما هي سفسطة لا حقيقة لها وتحقير للكون وإهانة له.
الأساس الثاني
للوصول إلى مدى الفرقِ بين التربية الأخلاقية التي يُربِّي بها القرآن الكريم تلاميذه، والدرسِ الذي تُلقِّنُهُ حكمةُ الفلسفة، نرى أن نضع تلميذيهما في الموازنة:
فالتلميذ المخلص للفلسفة «فرعون» ولكنه فرعون ذليل، إذ يعبد أخس شيء لأجْلِ منفعته، ويتّخذ كلَّ ما ينفعه رَبَّا له. ثم إن ذلك التلميذَ الجاحدَ «متمرد وعنود» ولكنه متمرد مسكين يرضى لنفسه منتهى الذل في سبيل الحصول على لذة، وهو عنود دنيئ إذ يتذلل ويخنع لأشخاص هم كالشياطين، بل يقبّل أقدامهم! ثم إن ذلك التلميذَ الملحدَ «مغرور، جبار» ولكنه جبار عاجز لشعوره بمنتهى العجز في ذاته، حيث لا يجد في قلبه من يستند إليه. ثم إن ذلك التلميذَ «نفعي ومصلحي» لا يَرى إلّا ذاتَه. فغايةُ همَّتِهِ تلبيةُ رغباتِ النفس والبطن والفرج، وهو «دسّاس مكّار» يتحرّى عن مصالحه الشخصية ضِمْنَ مصالح الأمة.
بينما تلميذُ القرآن المخلص هو «عبد» ولكنه عبد عزيز لا يستذل لشيء حتى لأعظم مخلوق، ولا يرضى حتى بالجنة -تلك النعمة العظمى- غايةً لعبوديته لله. ثم إنه تلميذ «متواضع، ليّن هيّن» ولكنه لا يتذلل بإرادته لغير فاطره الجليل ولغير أمره وإذنه. ثم إنه «فقير وضعيف» موقِن بفقره وضعفه، ولكنه مُستغنٍ عن كل شيء بما ادّخره له مالكُه الكريم من خزائن لا تنفد في الآخرة. وهو «قوي» لاستناده إلى قوة سيده المطـلقة. ثم إنه لا يعمل إلّا لوجه الله، بل لا يسعى إلّا ضمن رضاهُ بلوغا إلى الفضائل ونشرها.
وهكذا تُفهم التربيةُ التي تربي بها الحكمتان، لدى المقارنة بين تلميذيهما.
Yükleniyor...