الدنيا وثواب العاقبة؛ فالعمر المجهول الذي يستغرق عشرين سنة أرجح من ألف سنة من عمر معلوم النهاية، لأنه بعد قضاء نصف هذا العمر يكون المرء كأنه يخطو خطوات إلى منصة الإعدام. فالحزن المستمر المتلاحق لا يدع صاحبه يتمتع بالراحة والسلوان.

∗ ∗ ∗


لا رحمة أوسع من رحمته تعالى

ولا غضب أشد من غضبه سبحانه

لا رحمة تفوق رحمة الله، ولا غضب يفوق غضبه.

فدع الأمور للعادل الرحيم. إذ فرط الشفقة أليم وفرط الغضب ذميم.

∗ ∗ ∗


الإسراف باب السفاهة وهي تقود إلى السفالة

يا أخي المسرف! لقمتان مغذيتان؛ إحداهما بقرش والأخرى بعشرة، هما سيّان قبل دخولهما الفم، وسيّان كذلك بعد مرورهما من الحلقوم... فلا فرق إلّا ذوق يدوم لبضع ثوان، للغافل الأحمق؛ إذ تخدعه حاسة الذوق دوما بهذا الفرق.

فهذه الحاسة حارسة الجسم وناظرة مفتشة للمعدة، ولها تأثير سلبي لا إيجابي، إن أصبحت وظيفتها إرضاء الحارس، كي يديم الذوق للغافل، فيتعكر صفو وظيفتها بدفع أحد عشر قرشا بدلا من واحد، فيجعلها تابعة للشيطان.

لا تتقرب من هذا، فيسوقك إلى أبشع أنواع الإسراف. وأفظع أنواع التبذير.

∗ ∗ ∗


حاسة الذوق مأمورة البرق لا تجعل اللذة همها فتفسدها (25)

لقد أسس سبحانه بفضل ربوبيته وحكمته وعنايته في فم الإنسان وأنفه مركزين: وضع فيهما حرّاسَ حدودِ هذا العالم الصغير وعيونه. ونصب كل عرق، بمثابة الهاتف، وجعـل كل


Yükleniyor...