نعم، إن الرب المتصرف في هذا العالم جلّ جلالُه يُحدث في هذه الأرض المؤقتة الضيقة في كل عصر وفي كل سنة وفي كل يوم نماذج وأمثلة كثيرة وإشارات عديدة للحشر الأكبر. فعلى سبيل المثال:
إنه يحشر في بضعة أيام في حشر الربيع ويبعثُ أكثرَ من ثلاثمائة ألف نوع من أنواع النباتات والحيوانات من صغير وكبير، فيحيي جذور الأشجار والأعشاب، ويعيد بعض الحيوانات بعينها كما يعيد أمثال بعضها الآخر. ومع أن الفروق المادية بين البُذيرات المتناهية في الصغر جزئية جدا، إلّا أنها تُبعث وتُحيا بكل تميّز، وتشخّص في منتهى السرعة في ستة أيام، أو ستة أسابيع، وفي منتهى السهولة والوفرة، وبانتظام كامل وميزان دقيق، رغم اختلاطها وامتزاجها. فهل يصعب على مَن يقوم بمثل هذه الأعمال شيء، أو يعجز عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، أو لا يستطيع أن يحشر الإنسان بصيحة واحدة؟.. سبحان الله عما يصفون.
فيا ترى إن كان ثمة كاتب ذو خوارق يكتب ثلاثمائة ألف كتاب مُسِحَت حروفُها ومُسخَت، في صحيفة واحدة دون اختلاط ولا سهو ولا نقص، وفي غاية الجمال، ويكتبها جميعا معا خلال ساعة واحدة. وقيل لك: إن هذا الكاتب سيكتب من حفظه في دقيقة واحدة كتابَك الذي وقع في الماء وهو من تأليفه. فهل يمكنك أن تردّ عليه وتقول: لا يستطيع. لا أصدّق؟!..
Yükleniyor...