فيا أيها المنكر! هل تعلم مدى حماقة ما ترتكب من جناية عظمى بكفرك وإنكارك! إنك تصدّق وهمَك الكاذب وعقلَك الهاذي ونفسَك الخدّاعة، وتكذِّب مَن لا يضطر إلى إخلاف الوعد، ولا إلى خلافه أبدا، بل لا يليق الإخلاف بعزته وعظمته قطعا. وأن جميع الأشياء وجميع المشهودات تشهد على صدقه وأحقيته! إنك ترتكب إذن جناية عظمى لا نهاية لها مع صغرك المتناهي، فلا جرم أنك تستحق عقابا عظيما أبديا.. ولقياس عِظَم ما يرتكبه الكافر من جناية فقد وَرَد أن ضرس بعض أهل النار كالجبل.. (26) إن مَثَلك هو كمثَل ذلك المسافر الذي يغمض عينيه عن نور الشمس ويتبع ما في عقله من خيال، ثم يريد أن ينوّر طريقه المخيف بضياء ما في عقله من بصيص كنور اليراعة!.
فما دام الله سبحانه قد وعَد، وهذه الموجودات كلماتُه الصادقة بالحق، وهذه الحوادث في العالم آياتُه الناطقة بالصدق، فإنه سيوفي بوعده حتما، وسيفتح محكمة كبرى، وسيهب سعادة عظمى.
الحقيقة التاسعة
أمن الممكن للذي أظهر قدرتَه بإحياء الأرض الضخمة بعد موتها وجفافها، وبعث أكثرَ من ثلاثمائة ألف نوع من أنواع المخلوقات، مع أن بعثَ كل نوع عجيب كأعجوبة بعث
Yükleniyor...