فالحياة إذن حقيقة مركبة من صفات كثيرة جدا. فقسم من صفات تلك الحقيقة تنبسط وتنكشف ويظهر تمايزُها واختلافُها بعضُها عن البعض الآخر، من خلال مسيلها في قنوات الحواس، التي تأخذ كلُّ حاسة منها لونا من ألوان هذه الصفات والأسماء. أما القسم الأعظم منها فإنه يعلن عن نفسه من خلال الأحاسيس المفعَمة «بالحياة».
ثم إن « الحياة » تتضمن الرزق والرحمة والعناية والحكمة، التي كلُّ منها سارية في الكائنات ومهيمنة على أمرها وخلقها وتدبيرها، فكأنّ الحياة تقود أولئك جميعا معها أينما حلَّت. إذ حالما تحل « الحياةُ » في أيّ جسم، إذا باسم «الحكيم» يتجلى فيه أيضا حيث يشرع ببناء عشه بناءً متقنا وينظمه تنظيما حكيما. وفي الوقت نفسه يتجلّى اسم «الكريم» أيضا حيث يرتّب مسكنه وينسقه ويزيّنه وفق حاجاته، ويظهر آنئذٍ اسم «الرحيم» متجليا أيضا فيسبغ أفضاله وألطاف إنعامه لإدامة الحياة وبلوغ كمالها، وفي الوقت نفسه يتجلى اسم «الرزاق» باديا للعيان حيث يهيئ المقومات الغذائية -المادية والمعنوية- لبقاء تلك الحياة وانبساطها، بل يدخر قسما منها في الجسم.
أي إن الحياة كالبؤرة التي تتجمع فيها الأشعة الضوئية المختلفة، فتتداخل الصفاتُ المتنوعة في الحياة بعضها في بعض تداخلا يجعل كلَّ صفة منها عين الأخرى، فكأن الحياة بكاملها «علم» كما أنها «قدرة» في الوقت نفسه، وهي «حكمة» و«رحمة» سواء بسواء..
وهكذا أصبحت «الحياة» بناءً على ماهياتها الجامعة هذه، مرآةً تعكس «الصمدانية» التي تتمثل فيها شؤون الذات الربانية. ومن هذا السر أيضا نجد أن «الحي القيّوم» جلَّ وعلا، قد خلق الحياة بكثرة هائلة، ووفرة شاملة، وبثها في أرجاء الوجود كافة، جاعلا كل شيء يحوم حول الحياة، ويُسخَّر لأجلها، فلا غرو أنّ وظيفة الحياة جليلة.
نعم، إن القيام بأداء مهمة «المرآة العاكسة» لتجليات «الصمدانية» ليس أمرا سهلا ولا وظيفةً هيّنة، إذ نرى أمامنا ماثلةً للعيان أنواعا لا تعد ولا تحصى من «الحياة» تُخلق كل حين، وإن أرواحها، التي هي أصولُها وذواتها، تُخلَق دفعةً واحدةً من العدم، وترسل أنواعا غفيرة من الأحياء إلى ميدان الحياة مباشرةً.
ألا يدل كل هذا على وجوب وجود ذات الجليل الأقدس و«الحي القيوم» الذي له
ثم إن « الحياة » تتضمن الرزق والرحمة والعناية والحكمة، التي كلُّ منها سارية في الكائنات ومهيمنة على أمرها وخلقها وتدبيرها، فكأنّ الحياة تقود أولئك جميعا معها أينما حلَّت. إذ حالما تحل « الحياةُ » في أيّ جسم، إذا باسم «الحكيم» يتجلى فيه أيضا حيث يشرع ببناء عشه بناءً متقنا وينظمه تنظيما حكيما. وفي الوقت نفسه يتجلّى اسم «الكريم» أيضا حيث يرتّب مسكنه وينسقه ويزيّنه وفق حاجاته، ويظهر آنئذٍ اسم «الرحيم» متجليا أيضا فيسبغ أفضاله وألطاف إنعامه لإدامة الحياة وبلوغ كمالها، وفي الوقت نفسه يتجلى اسم «الرزاق» باديا للعيان حيث يهيئ المقومات الغذائية -المادية والمعنوية- لبقاء تلك الحياة وانبساطها، بل يدخر قسما منها في الجسم.
أي إن الحياة كالبؤرة التي تتجمع فيها الأشعة الضوئية المختلفة، فتتداخل الصفاتُ المتنوعة في الحياة بعضها في بعض تداخلا يجعل كلَّ صفة منها عين الأخرى، فكأن الحياة بكاملها «علم» كما أنها «قدرة» في الوقت نفسه، وهي «حكمة» و«رحمة» سواء بسواء..
وهكذا أصبحت «الحياة» بناءً على ماهياتها الجامعة هذه، مرآةً تعكس «الصمدانية» التي تتمثل فيها شؤون الذات الربانية. ومن هذا السر أيضا نجد أن «الحي القيّوم» جلَّ وعلا، قد خلق الحياة بكثرة هائلة، ووفرة شاملة، وبثها في أرجاء الوجود كافة، جاعلا كل شيء يحوم حول الحياة، ويُسخَّر لأجلها، فلا غرو أنّ وظيفة الحياة جليلة.
نعم، إن القيام بأداء مهمة «المرآة العاكسة» لتجليات «الصمدانية» ليس أمرا سهلا ولا وظيفةً هيّنة، إذ نرى أمامنا ماثلةً للعيان أنواعا لا تعد ولا تحصى من «الحياة» تُخلق كل حين، وإن أرواحها، التي هي أصولُها وذواتها، تُخلَق دفعةً واحدةً من العدم، وترسل أنواعا غفيرة من الأحياء إلى ميدان الحياة مباشرةً.
ألا يدل كل هذا على وجوب وجود ذات الجليل الأقدس و«الحي القيوم» الذي له
Yükleniyor...