الجمال يأبى التشوّه ولن يكون قبيحا. (18) فالرسول ﷺ إذن يفتح بعبوديته باب الآخرة مثلما فتح برسالته باب الدنيا.

عَلَيْهِ صَلَوَاتُ الرَّحْمٰنِ مِلْءَ الدُّنياٰ وَدَارِ الْجِنَانِ.

اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ذٰلِكَ الْحَبِيبِ الَّذِى هُوَ سَيِّدُ الْكَوْنَيْنِ وَفَخْرُ الْعَالَمَيْنِ وَحَيَاةُ الدّٰارَيْنِ وَوَسِيلَةُ السَّعَادَتَيْنِ وَذُو الْجَنَاحَيْنِ وَرَسُولُ الثَّقَلَيْنِ وَعَلٰى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ اَجْمَعِينَ وَعَلٰى إخْوٰانِهِ مِنَ النّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ. اٰمِينَ.

الحقيقة السادسة

باب العظمة والسرمدية وهو تجلي اسم «الجليل» و«الباقي»


أمن الممكن لرب جليل يدير الموجودات ويسخّرها من الشموس إلى الأشجار وإلى الذرات وإلى ما هو أصغر منها، كأنها جنود مجنّدة، أن يقصر نشر سلطانه على مساكين فانين يقضون حياة موقتة في دار ضيافة الدنيا هذه ولا ينشئ مقرا ساميا سرمديا ومدار ربوبية جليلة باقية له؟!

إن ما نشاهده في هذا الكون من الإجراءات الجليلة الضخمة أمثال تبدل المواسم.. ومن التصرفات العظيمة أمثال تسيير النجوم.. ومن التسخيرات المدهشة أمثال جعل الأرض مهادا والشمس سراجا.. ومن التحولات الواسعة أمثال إحياء الأرض وتزيينها بعد جفافها وموتها.. لَيُبيّن لنا بجلاء أن وراء الحجاب ربوبية جليلة عظيمة تحكم وتُهيمن بسلطانها الجليل. فمثلُ هذه السلطنة الربانية تستدعي رعايا يليقون بها، ومظاهرَ تناسبها. بينما ترى أن مَن لهم أفضلُ المزايا وأجمعُها من الرعايا والعباد قد اجتمعوا مؤقتا منهوكين في مضيف الدنيا، والمضيف نفسُه يُملأ ويُفرغ يوميا، والرعايا لا يلبثون فيه إلّا بمقدار أداء تجربة مهماتهم في ميدان الاختبار هذا. والميدانُ نفسه يتبدل كلَّ ساعة. فالرعايا يقفون دقائق معدودة لرؤية ما في معارض سوق العالم من نماذج الآلاء الثمينة للخالق ذي الجلال، ومشاهدين -لأجل التجارة- بدائع


Yükleniyor...