من كل مكان، بل يَمنح سبحانه أضعفَهم وأشدّهم عجزا ألطفَ الأرزاق وأحسنها، ويسعف كل مريض بما يداويه.. وهكذا يجد كل ذي حاجة حاجته من حيث لا يحتسب.. فهذه الضيافة الفاخرة الكريمة، والإغداق المستمر، والكرم السامي، تدلّنا بداهة، أن يدا كريمة خالدة هي التي تعمل وتدير الأمور.
فمثلا: إن إكساء الأشجار جميعا بحلل خضر شبيهة بالسندس -كأنها حور الجنة- وتزيينَها بمرصعات الأزهار الجميلة والثمار اللطيفة، وتسخيرَها لخدمتنا بإنتاجها ألطفَ الأثمار المتنوعة وألذها في نهايات أغصانها التي هي أيديها اللطيفة.. وتمكيننا من جني العسل اللذيذ -الذي فيه شفاء للناس- من حشرة سامة.. وإلباسَنا أجمل ثياب وأليَنها مما تحوكه حشرة بلا يد.. وادّخار خزينة رحمة عظيمة لنا في بذرة صغيرة جدا.. كل ذلك يرينا بداهةً كرما في غاية الجمال، ورحمة في غاية اللطف.
وكذا، إن سعي جميع المخلوقات، صغيرِها وكبيرها -عدا الإنسان والوحوش الكاسرة- لإنجاز وظائفها بانتظام تام ودقة كاملة، ابتداءً من الشمس والقمر والأرض إلى أصغر مخلوق، بشكل لا يتجاوز أحد حدّه قيد أنملة، ضمن الطاعة التامة والانقياد الكامل المحفوفَين بهيبة عظيمة، يظهر لنا أن هذه المخلوقات لا تتحرك ولا تسكن إلّا بأمر العظيم ذي العزة والجلال.
وكذا، إن عناية الأمهات بأولادهن الضعاف العاجزين -سواء في النبات أو الحيوان أو البشر- عناية ملؤها الرأفة والرحمة، (8) وتغذيتها بالغذاء اللطيف السائغ من اللبن، تريك عظمة التجليات، وسعة الرحمة المطلقة.
فما دام رب هذا العالم ومدبّره له هذا الكرم الواسع، وهذه الرحمة التي لا منتهى لها، وله الجلال والعزة المطلقان، وأن العزة والجلال المطلقين يقتضيان تأديب المستخفّين، والكرم
فمثلا: إن إكساء الأشجار جميعا بحلل خضر شبيهة بالسندس -كأنها حور الجنة- وتزيينَها بمرصعات الأزهار الجميلة والثمار اللطيفة، وتسخيرَها لخدمتنا بإنتاجها ألطفَ الأثمار المتنوعة وألذها في نهايات أغصانها التي هي أيديها اللطيفة.. وتمكيننا من جني العسل اللذيذ -الذي فيه شفاء للناس- من حشرة سامة.. وإلباسَنا أجمل ثياب وأليَنها مما تحوكه حشرة بلا يد.. وادّخار خزينة رحمة عظيمة لنا في بذرة صغيرة جدا.. كل ذلك يرينا بداهةً كرما في غاية الجمال، ورحمة في غاية اللطف.
وكذا، إن سعي جميع المخلوقات، صغيرِها وكبيرها -عدا الإنسان والوحوش الكاسرة- لإنجاز وظائفها بانتظام تام ودقة كاملة، ابتداءً من الشمس والقمر والأرض إلى أصغر مخلوق، بشكل لا يتجاوز أحد حدّه قيد أنملة، ضمن الطاعة التامة والانقياد الكامل المحفوفَين بهيبة عظيمة، يظهر لنا أن هذه المخلوقات لا تتحرك ولا تسكن إلّا بأمر العظيم ذي العزة والجلال.
وكذا، إن عناية الأمهات بأولادهن الضعاف العاجزين -سواء في النبات أو الحيوان أو البشر- عناية ملؤها الرأفة والرحمة، (8) وتغذيتها بالغذاء اللطيف السائغ من اللبن، تريك عظمة التجليات، وسعة الرحمة المطلقة.
فما دام رب هذا العالم ومدبّره له هذا الكرم الواسع، وهذه الرحمة التي لا منتهى لها، وله الجلال والعزة المطلقان، وأن العزة والجلال المطلقين يقتضيان تأديب المستخفّين، والكرم
Yükleniyor...