ولا يمكن أيضا أن يخلق الفاطر الحكيم القدير الرحيم هذا العالم الذي هو بحكم المعرض العام وميدان الامتحان والمزرعة الوقتية ثم لا يخلق الدار الآخرة التي تكشف عن غاياته وتظهر أهدافه!
إن هذه الحقيقة يتم الدخول فيها من «اثني عشر بابا». وتفتح تلك الأبواب بـ«اثنتي عشرة حقيقة»، نبدأ بأقصرها وأبسطها.
الحقيقة الأولى
أمن الممكن لـمَن له شأن الربوبية وسلطنة الألوهية، فأوجدَ كونا بديعا كهذا الكون؛ لغايات سامية ولمقاصد جليلة، إظهارا لكماله، ثم لا يكون لديه ثواب للمؤمنين الذين قابلوا تلك الغايات والمقاصد بالإيمان والعبودية، ولا يعاقِب أهل الضلالة الذين قابلوا تلك المقاصد بالرفض والاستخفاف..؟!
الحقيقة الثانية
أمن الممكن لربّ هذا العالم ومالكه الذي أظهر بآثاره كرما بلا نهاية، ورحمة بلا نهاية، وعزة بلا نهاية، وغيرة بلا نهاية، أن لا يقدّر مثوبةً تليق بكرمه ورحمته للمحسنين، ولا يقرر عقوبةً تناسب عزته وغيرته للمسيئين؟.. فلو أنعم الإنسان النظر في سير الحوادث ابتداءً من أضعف كائن حيّ وأشدّه عجزاً (7) وانتهاءً بأقوى كائن، لوجد أن كل كائن يأتيه رزقُه رغدا
Yükleniyor...