هل سَمِعتَ يا صاحبي ما يقول؟ تُرى هل مِن الممكن لمن يملك كلَّ هذه القدرة الفائقة، وكل هذه الرأفة الشاملة، أن لا يعطي مبعوثه الكريم ما يرغب به، ولا يستجيب لأسمى الغايات وأنبل المقاصد؟ وهو الذي يقضي بكل اهتمامٍ أدنى رغبة لأصغر فرد من رعاياه؟ مع أن ما يطلبه هذا المبعوثُ الكريم تحقيق لرغبات الجميع ومقاصدهم، وهو من مقتضيات عدالته ورحمته ومرضاته. ثم إنه يسير عليه وهيّن، فليس هو بأصعبَ مما عرضه من نماذج في متنـزهات هذه المملكة ومعارضها.. فما دام قد انفق نفقات باهظة وأنشأ هذه المملكة لعرض نماذجه عرضا مؤقتا، فلابد أنه سيَعرِض في مقر سلطنته من خزائنه الحقيقية ومن كمالاته وعجائبه ما يبهر العقول. إذن فهؤلاء الذين هم في دار الامتحان هذه ليسوا عبثا، وليسوا سدى، بل تنتظرهم قصورُ السعادة السرمدية الخالدة، أو غياهب السجون الأبدية الرهيبة.
الصورة السادسة
تعال، وانظر إلى هذه القاطرات الضخمة، وإلى هذه الطائرات المشحونة، وإلى هذه المخازن الهائلة المملوءة، وإلى هذه المعارض الأنيقة الجذابة.. وتأمل في الإجراءات وسير الأمور.. إنها جميعا تبيّن أن هناك سلطنة عظيمة حقا (3) تحكم من وراء ستار. فمثل هذه السلطنة تقتضي حتما رعايا يليقون بها. بينما تُشاهد أنهم قد اجتمعوا في هذا المضيف -مضيف الدنيا- والمضيف يودّع يوميا صنوفا منهم ويستقبل صنوفا. وهم قد حضروا في ميدان الامتحان والاختبار هذا، غير أن الميدان يُبدّل كل ساعة، وهم يلبثون قليلا في هذا المعرض العظيم،
الصورة السادسة
تعال، وانظر إلى هذه القاطرات الضخمة، وإلى هذه الطائرات المشحونة، وإلى هذه المخازن الهائلة المملوءة، وإلى هذه المعارض الأنيقة الجذابة.. وتأمل في الإجراءات وسير الأمور.. إنها جميعا تبيّن أن هناك سلطنة عظيمة حقا (3) تحكم من وراء ستار. فمثل هذه السلطنة تقتضي حتما رعايا يليقون بها. بينما تُشاهد أنهم قد اجتمعوا في هذا المضيف -مضيف الدنيا- والمضيف يودّع يوميا صنوفا منهم ويستقبل صنوفا. وهم قد حضروا في ميدان الامتحان والاختبار هذا، غير أن الميدان يُبدّل كل ساعة، وهم يلبثون قليلا في هذا المعرض العظيم،
Yükleniyor...