أحدهما: رؤيته بذاته جمالَه في كل ما يعكس هذا الجمال من المرايا المختلفة.
ثانيهما: رؤيته بنظر المشاهدين المشتاقين والمعجبين المستحسنين له. وهذا يعني أن الجمال الخالد يستدعي رؤيةً وظهورا، مع مشاهدةٍ دائمةٍ، وشهودٍ أبدي.. وهذا يتطلب حتما خلودَ المشاهدين المشتاقين المقدّرين لذلك الجمال، لأن الجمال الخالد لا يرضى بالمشتاق الزائل. ولأن المشاهِدَ المحكومَ عليه بالزوال يبدل تصورُ الزوال محبتَه عداءً، وإعجابَه استخفافا، وتوقيرَه إهانةً، إذ الإنسان عدو لما يجهل ولما يقصرُ عنه.. ولما كان الجميع يغادرون دور الضيافة هذه بسرعة ويغيبون عنها بلا ارتواء من نور ذلك الجمال والكمال، بل قد لا يرون إلّا ظلالا خافتة منه عبر لمحات سريعة.. فالرحلة إذن منطلقة إلى مشهد دائم خالد.
الصورة الخامسة
تأمل، كيف أن لهذا السلطان -الذي لا نظير له- رأفة عظيمة تتجلى في خضم هذه الأحداث والأمور، إذ يغيث الملهوف المستغيث، ويستجيب للداعي المستجير، وإذا ما رأى أدنى حاجة لأبسط فرد من رعاياه فإنه يقضيها بكل رأفة وشفقة، حتى إنه يرسل دواءً أو يهيئ بيطارا لإسعاف قدم نعجةٍ من النعاج.
هيا بنا يا صاحبي لنذهب معا إلى تلك الجزيرة، حيث تضم جمعا غفيرا من الناس. فجميعُ أشراف المملكة مجتمعون فيها.. انظر فها هو ذا مبعوث كريم للسلطان متقلّد أعظم الأوسمة وأعلاها يرتجل خطبة يطلب فيها من مليكه الرؤوف أمورا، وجميع الذين معه يوافقونه ويصدّقونه ويطلبون ما يطلبه.
أنصت لما يقول حبيبُ الملك العظيم، إنه يدعو بأدبٍ جمّ وتضرّع ويقول: يا من أسبغ علينا نعمَه ظاهرةً وباطنة، يا سلطاننا، أرنا منابع وأصولَ ما أريتَه لنا من نماذج وظلال.. خذ بنا إلى مقر سلطنتك ولا تهلكنا بالـضياع في هذه الفلاة.. أقبلنا وارفعنا إلى ديوان حـضورك.. ارحمنا.. أطعِمنا هناك لذائذ ما أذقتنا إياه هنا، ولا تعذبنا بألم التنائي والطرد عنك.. فهاهم أولاء رعيتُك المشتاقون الشاكرون المطيعون لك، لا تتركهم تائهين ضائعين، ولا تفنِهم بموت لا رجعة بعده.
ثانيهما: رؤيته بنظر المشاهدين المشتاقين والمعجبين المستحسنين له. وهذا يعني أن الجمال الخالد يستدعي رؤيةً وظهورا، مع مشاهدةٍ دائمةٍ، وشهودٍ أبدي.. وهذا يتطلب حتما خلودَ المشاهدين المشتاقين المقدّرين لذلك الجمال، لأن الجمال الخالد لا يرضى بالمشتاق الزائل. ولأن المشاهِدَ المحكومَ عليه بالزوال يبدل تصورُ الزوال محبتَه عداءً، وإعجابَه استخفافا، وتوقيرَه إهانةً، إذ الإنسان عدو لما يجهل ولما يقصرُ عنه.. ولما كان الجميع يغادرون دور الضيافة هذه بسرعة ويغيبون عنها بلا ارتواء من نور ذلك الجمال والكمال، بل قد لا يرون إلّا ظلالا خافتة منه عبر لمحات سريعة.. فالرحلة إذن منطلقة إلى مشهد دائم خالد.
الصورة الخامسة
تأمل، كيف أن لهذا السلطان -الذي لا نظير له- رأفة عظيمة تتجلى في خضم هذه الأحداث والأمور، إذ يغيث الملهوف المستغيث، ويستجيب للداعي المستجير، وإذا ما رأى أدنى حاجة لأبسط فرد من رعاياه فإنه يقضيها بكل رأفة وشفقة، حتى إنه يرسل دواءً أو يهيئ بيطارا لإسعاف قدم نعجةٍ من النعاج.
هيا بنا يا صاحبي لنذهب معا إلى تلك الجزيرة، حيث تضم جمعا غفيرا من الناس. فجميعُ أشراف المملكة مجتمعون فيها.. انظر فها هو ذا مبعوث كريم للسلطان متقلّد أعظم الأوسمة وأعلاها يرتجل خطبة يطلب فيها من مليكه الرؤوف أمورا، وجميع الذين معه يوافقونه ويصدّقونه ويطلبون ما يطلبه.
أنصت لما يقول حبيبُ الملك العظيم، إنه يدعو بأدبٍ جمّ وتضرّع ويقول: يا من أسبغ علينا نعمَه ظاهرةً وباطنة، يا سلطاننا، أرنا منابع وأصولَ ما أريتَه لنا من نماذج وظلال.. خذ بنا إلى مقر سلطنتك ولا تهلكنا بالـضياع في هذه الفلاة.. أقبلنا وارفعنا إلى ديوان حـضورك.. ارحمنا.. أطعِمنا هناك لذائذ ما أذقتنا إياه هنا، ولا تعذبنا بألم التنائي والطرد عنك.. فهاهم أولاء رعيتُك المشتاقون الشاكرون المطيعون لك، لا تتركهم تائهين ضائعين، ولا تفنِهم بموت لا رجعة بعده.
Yükleniyor...