لم يزل وإلى ذلك الجليل الذي لا يزال، مجددا بيعتَه مع رسوله الأكرم بالسلام عليه مُظهرا بها طاعته لأوامره، فيرى الانتظام الحكيم لقصر الكائنات هذا، ويُشهِدُه على وحدانية الصانع ذي الجلال، فيجدّد إيمانه وينوّره، ثم يشهد على دلّال الربوبية ومبلّغ مرضياتها وترجمان آيات كتاب الكون الكبير ألا وهو محمد العربي ﷺ.
فما ألطفَ وما أنـزَه أداء صلاة المغرب وما أجلَّها من مهمة -بهذا المضمون- وما أعزَّها وأحلاها من وظيفة، وما أجمَلها وألذّها من عبودية، وما أعظمَها من حقيقة أصيلة! وهكذا نرى كيف أنها صُحبة كريمة وجلسة مباركة وسعادة خالدة في مثل هذه الـضيافة الفانية.. أفيحسب مَن لم يفهم هذا نفسه إنسانا؟!
وعند وقت العشاء ذلك الوقت الذي تغيب في الأفق حتى تلك البقية الباقية من آثار النهار، ويخيّم الليل فيه على العالم، فيذكّر بالتصرفات الربانية لـ«مقلّب الليل والنهار» وهو القدير ذو الجلال في قلبه تلك الصحيفة البيضاء إلى هذه الصحـيفة السـوداء. ويذكّر كـذلك بالإجراءات الإلـهية لـ«مسخّر الشمس والقمر» وهو الحكيم ذو الكمال في قلبه الصحيفة الخضراء المزيِّنة للصيف إلى الصحيفة البيضاء الباردة للشتاء. ويذكّر كذلك بالشؤون الإلهية لـ«خالق الموت والحياة» بانقطاع الآثار الباقية -بمرور الزمن- لأهل القبور من هذه الدنيا وانتقالها كليا إلى عالم آخر. فهو وقت يذكّر بالتصرفات الجلالية، وبالتجليات الجمالية لخالق الأرض والسموات، وبانكشاف عالم الآخرة الواسع الفسيح الخالد العظيم، وبموت الدنيا الـضيقة الفانية الحقيرة، ودمارها دمارا تاما بسكراتها الهائلة. إنها فترة -أو حالة- تُثبت أن المالك الحقيقي لهذا الكون بل المعبود الحقيقي والمحبوب الحقيقي فيه لا يمكن أن يكون إلّا مَن يستطيع أن يقلّب الليل والنهار والشتاء والصيف والدنيا والآخرة بسهولة كسهولة تقليب صفحات الكتاب، فيكتب ويُثبت ويمحو ويبدّل، وليس هذا إلّا شأن القدير المطلق النافذ حكمُه على الجميع جلّ جلاله.
وهكذا فروح البشر التي هي في منتهى العجز وفي غاية الفقر والحاجة، والتي هي في حيرة من ظلمات المستقبل وفي وَجَل مما تخفيه الأيام والليالي.. تدفع الإنسان عند أدائه لصلاة العشاء -بهذا المضمون- أن لا يتردد في أن يردد على غرار سيدنا إبراهيم عليه السلام:
فما ألطفَ وما أنـزَه أداء صلاة المغرب وما أجلَّها من مهمة -بهذا المضمون- وما أعزَّها وأحلاها من وظيفة، وما أجمَلها وألذّها من عبودية، وما أعظمَها من حقيقة أصيلة! وهكذا نرى كيف أنها صُحبة كريمة وجلسة مباركة وسعادة خالدة في مثل هذه الـضيافة الفانية.. أفيحسب مَن لم يفهم هذا نفسه إنسانا؟!
وعند وقت العشاء ذلك الوقت الذي تغيب في الأفق حتى تلك البقية الباقية من آثار النهار، ويخيّم الليل فيه على العالم، فيذكّر بالتصرفات الربانية لـ«مقلّب الليل والنهار» وهو القدير ذو الجلال في قلبه تلك الصحيفة البيضاء إلى هذه الصحـيفة السـوداء. ويذكّر كـذلك بالإجراءات الإلـهية لـ«مسخّر الشمس والقمر» وهو الحكيم ذو الكمال في قلبه الصحيفة الخضراء المزيِّنة للصيف إلى الصحيفة البيضاء الباردة للشتاء. ويذكّر كذلك بالشؤون الإلهية لـ«خالق الموت والحياة» بانقطاع الآثار الباقية -بمرور الزمن- لأهل القبور من هذه الدنيا وانتقالها كليا إلى عالم آخر. فهو وقت يذكّر بالتصرفات الجلالية، وبالتجليات الجمالية لخالق الأرض والسموات، وبانكشاف عالم الآخرة الواسع الفسيح الخالد العظيم، وبموت الدنيا الـضيقة الفانية الحقيرة، ودمارها دمارا تاما بسكراتها الهائلة. إنها فترة -أو حالة- تُثبت أن المالك الحقيقي لهذا الكون بل المعبود الحقيقي والمحبوب الحقيقي فيه لا يمكن أن يكون إلّا مَن يستطيع أن يقلّب الليل والنهار والشتاء والصيف والدنيا والآخرة بسهولة كسهولة تقليب صفحات الكتاب، فيكتب ويُثبت ويمحو ويبدّل، وليس هذا إلّا شأن القدير المطلق النافذ حكمُه على الجميع جلّ جلاله.
وهكذا فروح البشر التي هي في منتهى العجز وفي غاية الفقر والحاجة، والتي هي في حيرة من ظلمات المستقبل وفي وَجَل مما تخفيه الأيام والليالي.. تدفع الإنسان عند أدائه لصلاة العشاء -بهذا المضمون- أن لا يتردد في أن يردد على غرار سيدنا إبراهيم عليه السلام:
Yükleniyor...