فذكرت الهمزة ثلاث عشرة مرة (6) والهاء أربع عشرة مرة لكونها أخفّ منها بدرجة.. وأن القاف والفاء والكاف متآخية، فذُكرت القاف عشر مرات لزيادة نقطة فيها، وذكرت الفاء تسع مرات والكاف تسع.. وأن الباء ذُكرت تسع مرات، والتاء ذكرت اثنتي عشرة مرة، لأن درجتها ثلاثة.. وأن الراء أخت اللام . ولكن الراء مئتان واللام ثلاثون حسب حساب «أبجدية الجمل» أي إن الراء فوق اللام بست درجات فانخفضت عنها بست درجات. وأيضا الراء تتكرر كثيرا في التلفظ، فيثقل، فذُكرت ست مرات فقط.. ولأن الخاء والحاء والثاء والضاد ثقيلة وبينها مناسبات ذُكر كل منها مرة واحدة.. ولأن الواو أخف من «الهاء والهمزة» وأثقل من «الياء والألف» ذُكرت سبع عشرة مرة فوق الهمزة الثقيلة بأربع درجات وتحت الألف الخفيفة بأربع درجات أيضا.
وهكذا فإن هذه الحروف بهذا الوضع المنتظم الخارق، مع تلك المناسبات الخفية، والانتظام الجميل، والنظام الدقيق، والانسجام اللطيف تثبت بيقين جازم كحاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي أربعا أنه ليس من شأن البشر ولا يمكنه أن يفعله. أما المصادفة فمحال أن تلعب به.
هذا فإن ما في أوضاع هذه الحروف من الانتظام العجيب والنظام الغريب مثلما هو مدار للفصاحة والسـلاســة اللفظية، يمكن أن تكون له حِكم كثيرة أخرى. فما دام في الحروف هذا الانتظام، فلا شك أنه قد روعي في كلماتها وجملها ومعانيها انتظام ذو أسرار، وانسجام ذو أنوار، لو رأته العينُ لقالت من إعجابها: «ما شاء الله»، وإذا أدركه العقلُ لقال من حيرته: «بارك الله».
النقطة الخامسة
براعة البيان: أي التفوق والمتانة والهيبة، إذ كما أن في نظم القرآن جزالةً، وفي لفظه فصاحةً، وفي معناه بلاغةً، وفي أسلوبه إبداعا، ففي بيانه أيضا براعة فائقة. نعم، إن بيانَ القرآن لهو في أعلى مرتبة من مراتب طبقات الخطاب وأقسام الكلام: كالترغيب والترهيب، والمدح والذم، والإثبات والإرشاد، والإفهام والإفحام.
وهكذا فإن هذه الحروف بهذا الوضع المنتظم الخارق، مع تلك المناسبات الخفية، والانتظام الجميل، والنظام الدقيق، والانسجام اللطيف تثبت بيقين جازم كحاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي أربعا أنه ليس من شأن البشر ولا يمكنه أن يفعله. أما المصادفة فمحال أن تلعب به.
هذا فإن ما في أوضاع هذه الحروف من الانتظام العجيب والنظام الغريب مثلما هو مدار للفصاحة والسـلاســة اللفظية، يمكن أن تكون له حِكم كثيرة أخرى. فما دام في الحروف هذا الانتظام، فلا شك أنه قد روعي في كلماتها وجملها ومعانيها انتظام ذو أسرار، وانسجام ذو أنوار، لو رأته العينُ لقالت من إعجابها: «ما شاء الله»، وإذا أدركه العقلُ لقال من حيرته: «بارك الله».
النقطة الخامسة
براعة البيان: أي التفوق والمتانة والهيبة، إذ كما أن في نظم القرآن جزالةً، وفي لفظه فصاحةً، وفي معناه بلاغةً، وفي أسلوبه إبداعا، ففي بيانه أيضا براعة فائقة. نعم، إن بيانَ القرآن لهو في أعلى مرتبة من مراتب طبقات الخطاب وأقسام الكلام: كالترغيب والترهيب، والمدح والذم، والإثبات والإرشاد، والإفهام والإفحام.
Yükleniyor...