الضيق وضمن حدود نظرنا القاصر الدنيوي؛ لذا فحقيقة الثواب الذي يناله عبد عاجز مطلق العجز بقراءته ذلك الوِرد، من ربٍّ رحيم واسع الرحمة، في حياة خالدة أبدية، يمكن أن يكون مماثلا لذلك الثواب الذي تصوّرناه بعقولنا القاصرة للنبيين العظيمين، وذلك حسب دائرة علمنا وأفق تفكيرنا.
مثَلُنا في هذا كمثل بدوي لم ير السلطان ولا يُدرك عظمتَه وأبّهته، وفي نظره المحدود وفكره الضيق، أن السلطان شخص كشيخ القرية أو أكبر منه بقليل. حتى لقد كان حوالينا -في شرقي الأناضول- قرويون سذّج يقـولون: إن السلطان يجلس قرب الموقد ويشرف على طبيخه بنفسه.. بمعـنى أن أقصى ما يتصوره البدويّ لعظمة السلطان لا يرقى إلى مستوى آمر فوج في الجيش.. فلو قيل لأحد هؤلاء: إذا أنجزتَ لي هذا العمل فسأكافئك برتبة السلطان (أي بمكانة آمر الفوج) فهذا القول حقيقة وصواب، حيث إن عظمة السلطان في ذهن السامع وفي فكره المحدود هي بمقدار عظمة آمر الفوج ليس إلّا.
وهكذا فنحن لا نكاد نفهم حتى بمثل هذا البدوي الحقائق الواردة في ثواب الأعمال المتوجهة إلى الآخرة، بعقولنا الضيقة وبأفكارنا القاصرة وبنظرنا الدنيوي الكليل؛ إذ إن ما في الحديث الشريف ليس هو عقد لموازنة بين الثواب الحقيقي الذي ينالُه موسى وهارون عليهما السلام، والذي هو مجهول لدينا، وبين الثواب الذي يناله العبدُ الذاكر للورد؛ لأن قاعدة التشبيه هي قياسُ المجهول على المعلوم، أي إدراكُ حُكم المجهول من حُكم المعلوم. أي إن الموازنة هي بين ثوابهما «المعلوم» لدينا حسب تصوّرنا، والثواب الحقيقي للعبد الذاكر «المجهول» عندنا.
ثم إنّ صورة الشمس المنعكسة من سطح البحر ومن قطرة ماء هي الصورةُ نفسها، والفرق في النوعية فقط. فكلاهما يعكسان صورةَ الشمس وضوءها، لذا فإن روح كلٍّ من موسى وهارون عليهما السلام التي هي مرآة صافية كالبحر تنعكس عليها من ماهية الثواب ما ينعكس على روح العبد الذاكر التي هي كقطرة ماء. فكلاهما ثواب واحد من حيث الماهية والكمية إلّا أن النوعية تختلف، إذ تتبع القابلية.
ثم إنّ ترديد ذكرٍ وتسبيح معين، أو تلاوة آية واحدة قد تفتح من أبواب الرحمة والسعادة
مثَلُنا في هذا كمثل بدوي لم ير السلطان ولا يُدرك عظمتَه وأبّهته، وفي نظره المحدود وفكره الضيق، أن السلطان شخص كشيخ القرية أو أكبر منه بقليل. حتى لقد كان حوالينا -في شرقي الأناضول- قرويون سذّج يقـولون: إن السلطان يجلس قرب الموقد ويشرف على طبيخه بنفسه.. بمعـنى أن أقصى ما يتصوره البدويّ لعظمة السلطان لا يرقى إلى مستوى آمر فوج في الجيش.. فلو قيل لأحد هؤلاء: إذا أنجزتَ لي هذا العمل فسأكافئك برتبة السلطان (أي بمكانة آمر الفوج) فهذا القول حقيقة وصواب، حيث إن عظمة السلطان في ذهن السامع وفي فكره المحدود هي بمقدار عظمة آمر الفوج ليس إلّا.
وهكذا فنحن لا نكاد نفهم حتى بمثل هذا البدوي الحقائق الواردة في ثواب الأعمال المتوجهة إلى الآخرة، بعقولنا الضيقة وبأفكارنا القاصرة وبنظرنا الدنيوي الكليل؛ إذ إن ما في الحديث الشريف ليس هو عقد لموازنة بين الثواب الحقيقي الذي ينالُه موسى وهارون عليهما السلام، والذي هو مجهول لدينا، وبين الثواب الذي يناله العبدُ الذاكر للورد؛ لأن قاعدة التشبيه هي قياسُ المجهول على المعلوم، أي إدراكُ حُكم المجهول من حُكم المعلوم. أي إن الموازنة هي بين ثوابهما «المعلوم» لدينا حسب تصوّرنا، والثواب الحقيقي للعبد الذاكر «المجهول» عندنا.
ثم إنّ صورة الشمس المنعكسة من سطح البحر ومن قطرة ماء هي الصورةُ نفسها، والفرق في النوعية فقط. فكلاهما يعكسان صورةَ الشمس وضوءها، لذا فإن روح كلٍّ من موسى وهارون عليهما السلام التي هي مرآة صافية كالبحر تنعكس عليها من ماهية الثواب ما ينعكس على روح العبد الذاكر التي هي كقطرة ماء. فكلاهما ثواب واحد من حيث الماهية والكمية إلّا أن النوعية تختلف، إذ تتبع القابلية.
ثم إنّ ترديد ذكرٍ وتسبيح معين، أو تلاوة آية واحدة قد تفتح من أبواب الرحمة والسعادة
Yükleniyor...