والحكمة في إيراد هذه الأحاديث بهذه الصيغة هي: إبراز إمكانية وقوع هذه الصفة المعنوية الكاملة في كل مكان وفي صورتها المطلقة، لأنه أبلغُ في الترغيب والترهيب وأكثرُ حضا للنفوس على الخير وأشدُّ تجنيبا لها من الشر.
ثم إنّ شؤون العالم الأبدي لا توزَن بمقاييس عالمنا الحاضر، إذ إنّ أضخم ما عندنا يمكن أن يكون أصغرَ شيء هناك ولا يوازيه. فثوابُ الأعمال نظرا لكونه يتطلع إلى ذلك العالم الأبدي فإن نظرتنا الدنيوية الضيقة تغدو قاصرةً دونه، فنعجز عن أن نستوعبه بعقولنا المحدودة.
فمثلا: هناك رواية تُلفتُ أنظارَ من لا يدققون النظر ولا يُنصفون في أحكامهم. هي: «من قرأ هذا أعطي له مثل ثواب موسى، وهارون» ، أي «الحمد لله ربّ السماوات ورب الأرضين رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. الحمد لله رب السماوات ورب الأرضين رب العالمين وله العظمة في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، وله الملك ربّ السماوات وهو العزيز الحكيم» .
فحقيقة أمثال هذه الأحاديث التي تثير الأذهان هي: أننا لا ندرك مدى الثواب الذي ينالُه نبيان عظيمان هما موسى وهارون عليهما السلام إلّا حسب تصوّرنا ووفق إطار فكرنا
Yükleniyor...