في روسيا، فكانت الشمس لا تغرب أسبوعا في مكان قريب منا، حتى كان الناس يخرجون لمشاهدة المنظر الغريب للغروب.

أمَّا بلوغُ صوت الدجال إلى أنحاء العالم، وأنه يطوف الأرضَ في أربعين يوما، فقد حلّتْهما أجهزة الراديو والمخابرة ووسائلُ النقل الحاضرة من قطارات وطائرات. فالذين أنكروا هاتين الحالتين من الملحدين بالأمس وعدّوهما من المحالات يرونَهما اليوم من الأمور العادية.

أمَّا يأجوج ومأجوج والسد اللَّذانِ هما من علامات الساعة، فقد كتبتُ عنهما بشيء من التفصيل في رسالة أخرى، أحيل إليها، (10) أما هنا فأقول: إنّه مثلما دَمَّرتْ قبيلتا المانجور والمغول بالأمس المجتمعاتِ البشرية وكانوا السبب في بناء سد الصين، فهناك روايات تشير إلى أنه مع قُرب قيام الساعة ستسقط الحضارة الجديدة أيضا وتنهار تحت ضربات أقدام أفكارهم الإرهابية والفوضوية المُرعبة.

وهنا يتساءل عدد من الملاحدة: أين هذه الطائفة من البشر، والتي قامت وستقوم بمثل هذه الأفعال؟

الجواب: كما أنّ الجراد آفة زراعية تكتسح منطقة معينة في موسم معين، ثم تختفي تبعا لتبدل الموسم. فإنّ خواصَّ تلك الأجناس التي أبادتْ تلك المنطقة مخبوءة في حنايا بعضِ أفراد محدودين منها، فتظهر تلك الآفة نفسُها، بأمر إلهيّ، في موسم معيّن، وبكثرة ساحقة، أي إنّ حقيقة أجناسها تنـزوي ولا تضمحل، لتظهر من جديد في موسم معين.

فكما أن الأمر هكذا في الجراد، فإن الأقوام الذين أشاعوا الفسادَ في العالم في وقت ما، سيظهرون عند موعد محدّد لهم لإهلاك البشرية بأمر إلهي وبمشيئته سبحانه، فيدمّرون الحضارة البشرية مرة أخرى، ولكن إثارتَهم وتحريكَهم سيكون بنمط آخر. ولا يعلم الغيب إلّا الله.

الأصل التاسع

إنّ حصيلة قسم من المسائل الإيمانية متوجهة إلى أمور تتعلق بهذا العالم الضيق المقيد، والقسمُ الآخر منها يرنو إلى العالم الأخروي الواسع الطليق. وحيث إن قسما من الأحاديث النبوية الواردة في فضائل الأعمال قد عبّر عنها الرسول الكريم ﷺ بأسلوب بلاغي يناسب

Yükleniyor...