بَلِى آثَارَهَا گُويَنْد: ز اَسْمَا لَفْظِ پُرْ مَعْنَا بِخَوانْ مَعْنَا، وَ مِيزَن دَرْ هَوَا آنْ لَفْظِ بِى سَوْدَا

نعم، ليس في الموجودات من شيء إلّا هو لفظ مجسم يفصح عن معاني جليلة، بل يستقرئُ أغلبَ أسماءِ صانعه البديع. فما دامت هذه المخلوقات ألفاظَ القدرة الإلهية وكلماتِها المجسدة، فاقرئيها -يا نفسي- وتأملي في معانيها واحفظيها في أعماق القلب، وارمي بألفاظها التافهة أدراج الرياح دون أسف عليها.. ودون انشغال بها.

عَقْل فَرْيَادْ مِى دَارَدْ، غِيَاثِ    ﹛﴿ لَٓا اُحِبُّ الْاٰفِل۪ينَ ﴾|﹜    مِيزَن اَىْ نَفْسَمْ

والعقل المبتلى بمظاهر الدنيا ولا يملك إلّا معارف آفاقية خارجية، تَجرُّهُ سلسلة أفكاره إلى حيث العدم والى غير شيء. فتراه يضطرب في حيرته ويرتعد من هول الموقف؛ فيصرخ يائسا جزعا، باحثا عن مخرج من هذا المأْزق ليبلغه طريقا سويا يوصله إلى الحقيقة.

فما دامت الروح قد كَفَّتْ يدها عن الآفلين الزائلين، والقلب قد ترك المحبوبات المجازية، والوجدان قد أعرض عن الفانيات.. فاستغيثي يا نفسي المسكينةُ بغياث إبراهيم عليه السلام: ﹛﴿ لَٓا اُحِبُّ الْاٰفِل۪ينَ ﴾|﹜ وأنقذي نفسَك.

چِه خُوشْ گُويَدْ اُو شَيْدَا «جَامِى» عَشْقِ خُوىْ:

وانظري! ما أجمل قول «جامي» (*) ذلك الشاعر العاشق الولهان؛ حتى لكأنّ فطرته قد عُجِنَتْ بالحب الإلهي حينما أراد أن يولي الأنظارَ شطرَ التوحيد ويصرفها عن التشتت في الكثرة.. إذ قال:

يَكِى خَواهْ، يَكِى خَوانْ، يَكِى جُوىْ، يَكِى بِينْ، يَكِى دَانْ، يَكِى كُوىْ (3)

أقصدْ الواحدَ، فسِواه ليس جديرا بالقصد.

أدعُ الواحدَ، فما عداه لا يستجيب دعاء.

أطلب الواحدَ، فغيره ليس أهلا للطلب.

شاهِدْ الواحدَ، فالآخرون لا يشاهَدون دائما، بل يغيبون وراء ستار الزوال.

Yükleniyor...