الشياطين) غير هذه الحكمة، ولا تعرف لها غاية تناسبها غير التي ذكرناها، فضلا عن أن رجم الشياطين حادثة مشهورة منذ زمن سيدنا آدم عليه السلام ومشهودة لدى أهل الحقيقة، خلاف الحادثات الأخرى.
المرتبة السادسة
لما كان الإنس والجن يحملان استعدادا لا نهاية له للشر والجحود، فهما قادران على تمرد وطغيان لا نهاية لهما، لذا يزجر القرآن الكريم ببلاغته المعجزة، وبأساليب باهرة سامية ويضرب الأمثال الرفيعة القيمة ويذكر مسائل دقيقة، يزجر بها الإنس والجن من الطغيان والعصيان زجرا عنيفا يهزّ الكون كلَّه.
فمثلا قوله تعالى: ﹛﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُواۜ لَا تَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَانٍۚ ❀ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ❀ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِۚ ﴾|﹜ (الرحمن:٣٣-٣٥).
تأمَّلْ النذيرَ العظيم والتهديد المريع والزجر العنيف في هذه الآية، وكيف تكسر تمرد الجن والإنس ببلاغة معجزة، معلنةً عجزهما، مبينةً مدى ما فيهما من ضعف أمام عظمة سلطانه وسعة ربوبيته جلّ وعلا. فكأن الآية الكريمة، وكذا الآية الأخرى ﹛﴿ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾|﹜ (الملك:٥) تخاطبان هكذا:
«أيها الإنس والجان، أيها المغرورون المتمردون، المتوحلون بعجزهم وضعفهم! أيها المعاندون الجامحون المتمرغون في فقرهم وضعفهم إنكم إن لم تطيعوا أوامري، فهيّا اخرجوا من حدود ملكي وسلطاني إن استطعتم! فكيف تتجرؤون إذَن على عصيان أوامر سلطان عظيم؛ النجوم والأقمار والشموس في قبضته، تأتمر بأوامره، كأنها جنود متأهبون.. فأنتم بطغيانكم هذا إنما تبارزون حاكما عظيما جليلا له جنود مطيعون مهيبون يستطيعون أن يرجموا بقذائف كالجبال، حتى شياطينكم لو تحملت.. وأنتم بكفرانكم هذا إنما تتمردون في مملكة مالك عظيم جليل، له جنود عظام يستطيعون أن يقصفوا أعداءً كفرةً -ولو كانوا في ضخامة الأرض والجبال- بقذائف ملتهبة وشظايا من لهيب كأمثال الأرض والجبال، فيمزقونكم
المرتبة السادسة
لما كان الإنس والجن يحملان استعدادا لا نهاية له للشر والجحود، فهما قادران على تمرد وطغيان لا نهاية لهما، لذا يزجر القرآن الكريم ببلاغته المعجزة، وبأساليب باهرة سامية ويضرب الأمثال الرفيعة القيمة ويذكر مسائل دقيقة، يزجر بها الإنس والجن من الطغيان والعصيان زجرا عنيفا يهزّ الكون كلَّه.
فمثلا قوله تعالى: ﹛﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُواۜ لَا تَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَانٍۚ ❀ فَبِاَيِّ اٰلَٓاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ❀ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِۚ ﴾|﹜ (الرحمن:٣٣-٣٥).
تأمَّلْ النذيرَ العظيم والتهديد المريع والزجر العنيف في هذه الآية، وكيف تكسر تمرد الجن والإنس ببلاغة معجزة، معلنةً عجزهما، مبينةً مدى ما فيهما من ضعف أمام عظمة سلطانه وسعة ربوبيته جلّ وعلا. فكأن الآية الكريمة، وكذا الآية الأخرى ﹛﴿ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاط۪ينِ ﴾|﹜ (الملك:٥) تخاطبان هكذا:
«أيها الإنس والجان، أيها المغرورون المتمردون، المتوحلون بعجزهم وضعفهم! أيها المعاندون الجامحون المتمرغون في فقرهم وضعفهم إنكم إن لم تطيعوا أوامري، فهيّا اخرجوا من حدود ملكي وسلطاني إن استطعتم! فكيف تتجرؤون إذَن على عصيان أوامر سلطان عظيم؛ النجوم والأقمار والشموس في قبضته، تأتمر بأوامره، كأنها جنود متأهبون.. فأنتم بطغيانكم هذا إنما تبارزون حاكما عظيما جليلا له جنود مطيعون مهيبون يستطيعون أن يرجموا بقذائف كالجبال، حتى شياطينكم لو تحملت.. وأنتم بكفرانكم هذا إنما تتمردون في مملكة مالك عظيم جليل، له جنود عظام يستطيعون أن يقصفوا أعداءً كفرةً -ولو كانوا في ضخامة الأرض والجبال- بقذائف ملتهبة وشظايا من لهيب كأمثال الأرض والجبال، فيمزقونكم
Yükleniyor...