الذي يقتضي وجودَ النور والظلام، والصيف والشتاء، والجنة والنار، يقتضي شمول قانون المبارزة نوعا ما وتعميمه أيضا كقانون التناسل وقانون المسابقة وقانون التعاون كأمثاله من القوانين العامة الشاملة أي يقتضي شمول قانون المبارزة ابتداءً من المبارزة بين الإلهامات والوساوس الدائرة حول القلب وانتهاءً إلى المبارزة الحاصلة بين الملائكة والشياطين في آفاق السماوات.
المرتبة الخامسة
لما كان هناك ذهاب من الأرض إلى السماء والعودة منها، فالنـزول من السماء والصعود إليها وَارِد أيضا، بل اللوازم والضروريات الأرضية تُرسل من هناك. وحيث إن الأرواح الطيبة تنطلق إلى السماء من الأرض، فلابدَّ أن تتشبث الأرواح الخبيثة وتحاول تقليد الطيبين منها في الذهاب إلى السماوات، وذلك للطافتها وخفتها، ولابد ألّا يقبلها أهل السماء، بل يطردونها لما في طبعها من شؤم وشر.
ثم لابد من وجود علامة على هذه المعاملة المهمة وهذه المبارزة المعنوية في عالم الشهادة، لأن عظمة الربوبية تقتضي أن تضع إشارة على التصرفات الغيبية الإلهية المهمة وعلامة عليها ليبصرها ذوو الإدراك والشعور ولاسيّما الإنسان الحامل لأجلِّ وظيفة وهي المشاهدة والشهادة والدعوة والإشراف. فكما أنه سبُحانه قد جعل المطر إشارةً إلى معجزات الربيع، وجعل الأسباب الظاهرة علامةً على خوارق صنعته، جاعلا أهل عالم الشهادة شاهدين عليها؛ فلا ريب أنه يجلب أنظار جميع أهل السماء وأهل الأرض إلى ذلك المشهد العظيم العجيب، فيظهر تلك السماء العظيمة كالقلعة الحصينة التي زينت بروجها بحراس مصطفين حولها، أو كالمدينة العامرة التي تُشوِّقُ أهل الفكر إلى التأمل فيها.
فمادام إعلانُ هذه المبارزة الرفيعة ضرورية تقتضيها الحكمة، فلابد من وجود إشارة عليها. بينما لا تشاهد أيَّة حادثة كانت ضمن الحادثات الجوية والسماوية تلائم هذا الإعلان وتناسبه. فإن ما ذكرناه إذن هو أنسب علامة عليها، لأن الحادثات النجمية، من رمي الشهب الشَّبِيهِ برمي المجانيق، وإطلاق طلقات التنوير من القلاع العالية وبروجها الحصينة، مما يفهم بداهةً مدى مناسبتها وملاءمتها برجم الشياطين بالشهب، مع أنه لا تعرف لهذه الحادثة (رجم
المرتبة الخامسة
لما كان هناك ذهاب من الأرض إلى السماء والعودة منها، فالنـزول من السماء والصعود إليها وَارِد أيضا، بل اللوازم والضروريات الأرضية تُرسل من هناك. وحيث إن الأرواح الطيبة تنطلق إلى السماء من الأرض، فلابدَّ أن تتشبث الأرواح الخبيثة وتحاول تقليد الطيبين منها في الذهاب إلى السماوات، وذلك للطافتها وخفتها، ولابد ألّا يقبلها أهل السماء، بل يطردونها لما في طبعها من شؤم وشر.
ثم لابد من وجود علامة على هذه المعاملة المهمة وهذه المبارزة المعنوية في عالم الشهادة، لأن عظمة الربوبية تقتضي أن تضع إشارة على التصرفات الغيبية الإلهية المهمة وعلامة عليها ليبصرها ذوو الإدراك والشعور ولاسيّما الإنسان الحامل لأجلِّ وظيفة وهي المشاهدة والشهادة والدعوة والإشراف. فكما أنه سبُحانه قد جعل المطر إشارةً إلى معجزات الربيع، وجعل الأسباب الظاهرة علامةً على خوارق صنعته، جاعلا أهل عالم الشهادة شاهدين عليها؛ فلا ريب أنه يجلب أنظار جميع أهل السماء وأهل الأرض إلى ذلك المشهد العظيم العجيب، فيظهر تلك السماء العظيمة كالقلعة الحصينة التي زينت بروجها بحراس مصطفين حولها، أو كالمدينة العامرة التي تُشوِّقُ أهل الفكر إلى التأمل فيها.
فمادام إعلانُ هذه المبارزة الرفيعة ضرورية تقتضيها الحكمة، فلابد من وجود إشارة عليها. بينما لا تشاهد أيَّة حادثة كانت ضمن الحادثات الجوية والسماوية تلائم هذا الإعلان وتناسبه. فإن ما ذكرناه إذن هو أنسب علامة عليها، لأن الحادثات النجمية، من رمي الشهب الشَّبِيهِ برمي المجانيق، وإطلاق طلقات التنوير من القلاع العالية وبروجها الحصينة، مما يفهم بداهةً مدى مناسبتها وملاءمتها برجم الشياطين بالشهب، مع أنه لا تعرف لهذه الحادثة (رجم
Yükleniyor...