نعم، إنه بمقدار علِّو كلام السلطان الصادر من حيث السلطنة وسمِّوه على مكالمته الجزئية مع أحد رعاياه من العوام، وبمقدار ما يفوق الاستفادة من فيض تجلي الضوء من الشمس التي هي في السماء على استفادة فيضها من المرآة، يمكن فهم سمو القرآن الكريم على جميع الكلام الإلهي والكتب السماوية.
فالكتب المقدسة والصحف السماوية تأتي بالدرجة الثانية بعدَ القرآن الكريم في درجة العلو والسمو. كل له درجتُه وتفوقُه، كلّ له حظُّهُ من ذلك السر للتفوق، فلو اجتمع جميع الكلام الطيب الجميل للإنس والجن -الذي لم يترشح عن القرآن الكريم- فإنه لا يمكن أن يكون نظيرا قط للقرآن الكريم ولا يمكن أن يدنو إلى أن يكون مِثْلَهُ.
وإذا كنت تريد أن تفهم شيئا من أن القرآن الكريم قد نـزل من الاسم الأعظم ومن المرتبة العظمى لكل اسم من الأسماء الحسنى فتدبّر في «آية الكرسي» وكذا الآيات الكريمة التالية وتأملْ في معانيها الشاملة العامة السامية:
Yükleniyor...