وأمثالَها من الآيات الجليلة، ثم دققْ النظرَ في السور المبتدئة بـ«الحمد لله» و«تسبح..». لترى شعاعَ هذا السّر العظيمَ ثم انظرْ إلى السور المستهلة بـ«الم» و«ألر»، و«حم» لتفهم أهمية القرآن لدى ربّ العالمين.
وإذا فهمت السر اللطيف لهذا الأساس الرابع، تستطيع أن تفهم:
السر في أن أكثر الوحي النازل إلى الأنبياء إنما هو بوساطة ملك، أما الإلهام فبلا وساطة.
وتفهم السر في أن أعظم ولي من الأولياء لا يبلغ أي نبي كان من الأنبياء.
وتفهم السر الكامن في عظمة القرآن وعزته القدسية وعلو إعجازه..
وتفهم سر لزوم المعراج وحكمة ضرورته، أي تفهم السر في رحلته ﷺ إلى السّماوات العلا وإلى سدرة المنتهى حتى كان قاب قوسين أو أدنى ومن ثَّم مناجاتُه معه سبحانه، مع أنه جلّ جلاله ﹛﴿ وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَر۪يدِ ﴾|﹜ ثم عودته بطرف العين إلى مكانه.
أجل، إن شقَّ القمر كما أنه معجزة لإثبات الرسالة، أظْهرتْ نبوّتَه إلى الجن والإنس. كذلك المعراج هو معجزة عبوديته ﷺ أظهرت محبوبيته إلى الأرواح والملائكة.
اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، كَمَا يلِيقُ بِرَحْمَتِكَ وَبِحُرْمَتِهِ آمِـينَ.
Yükleniyor...