بينما صاحب المرآة السابق لا يستطيع أن يناجي الشمسَ ويحاورها بهذا الأسلوب، إذ إن آثارَ ضوء الشمس محددة بحدود المرآة وقيودها، وهي محصورة بحسب قابلية تلك المرآة واستيعابها للضوء.
وَبَعْدُ.. فانظر من خلال منظار هذين المثالين إلى القرآن الكريم لتشاهد إعجازه، وتدرك قدسيته وسموه.
أجل، إن القرآن الكريم يقول: ﹛ ﴿ وَلَوْ اَنَّ مَا فِي الْاَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ اَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِه۪ سَبْعَةُ اَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللّٰهِۜ اِنَّ اللّٰهَ عَز۪يزٌ حَك۪يمٌ ﴾|﹜ (لقمان:٢٧).
وهكذا فإن منحَ القرآن الكريم أعلى مقام من بين الكلمات جميعا، تلك الكلمات التي لا تحدها حدود، مردُّه أن القرآن قد نزل من الاسم الأعظم ومن أعظم مرتبة من مراتب كل اسم من الأسماء الحسنى، فهو كلام الله، بوصفه ربِّ العالمين، وهو أمره بوصفه إله الموجودات، وهو خطابُه بوصفه خالق السماوات والأرض، وهو مكالمة سامية بصفة الربوبية المطلقة، وهو خطابُه الأزلي باسم السلطنة الإلهية العظمى. وهو سجلُّ الالتفات والتكريم الرحماني نابع من رحمته الواسعة المحيطة بكل شيء. وهو مجموعة رسائلَ ربانية تبين عظمة الألوهية، إذ في بدايات بعضها رموز وشفرات. وهو الكتاب المقدس الذي ينثر الحكمة. ولأجل هذه الأسرار أطلق على القرآن الكريم ما هو أهله ولائق به اسم «كلام الله».
أما سائر الكلمات الإلهية: فان قسما منها كلام نابع باعتبار خاص، وبعنوان جزئي، وبتجلِّ جزئي لاسم خصوصي، وبربوبية خاصة، وسلطان خاص، ورحمة خصوصية. فدرجات هذه الكلمات مختلفة متفاوتة من حيث الخاص والكلي، فأكثر الإلهامات من هذا القسم إلّا أن درجاتِها متفاوتة جدا.
فمثلا: إن أبسطها وأكثرها جزئية هي إلهام الحيوانات، ثم إلهام عوام الناس، ثم إلهام عوام الملائكة، ثم إلهام الأولياء، ثم إلهام كبار الملائكة.
ومن هذا السر نرى أن وليا يقول: «حدّثني قلبي عن ربي» (2) أي بهاتف قلبه. ومن دون
وَبَعْدُ.. فانظر من خلال منظار هذين المثالين إلى القرآن الكريم لتشاهد إعجازه، وتدرك قدسيته وسموه.
أجل، إن القرآن الكريم يقول: ﹛ ﴿ وَلَوْ اَنَّ مَا فِي الْاَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ اَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِه۪ سَبْعَةُ اَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللّٰهِۜ اِنَّ اللّٰهَ عَز۪يزٌ حَك۪يمٌ ﴾|﹜ (لقمان:٢٧).
وهكذا فإن منحَ القرآن الكريم أعلى مقام من بين الكلمات جميعا، تلك الكلمات التي لا تحدها حدود، مردُّه أن القرآن قد نزل من الاسم الأعظم ومن أعظم مرتبة من مراتب كل اسم من الأسماء الحسنى، فهو كلام الله، بوصفه ربِّ العالمين، وهو أمره بوصفه إله الموجودات، وهو خطابُه بوصفه خالق السماوات والأرض، وهو مكالمة سامية بصفة الربوبية المطلقة، وهو خطابُه الأزلي باسم السلطنة الإلهية العظمى. وهو سجلُّ الالتفات والتكريم الرحماني نابع من رحمته الواسعة المحيطة بكل شيء. وهو مجموعة رسائلَ ربانية تبين عظمة الألوهية، إذ في بدايات بعضها رموز وشفرات. وهو الكتاب المقدس الذي ينثر الحكمة. ولأجل هذه الأسرار أطلق على القرآن الكريم ما هو أهله ولائق به اسم «كلام الله».
أما سائر الكلمات الإلهية: فان قسما منها كلام نابع باعتبار خاص، وبعنوان جزئي، وبتجلِّ جزئي لاسم خصوصي، وبربوبية خاصة، وسلطان خاص، ورحمة خصوصية. فدرجات هذه الكلمات مختلفة متفاوتة من حيث الخاص والكلي، فأكثر الإلهامات من هذا القسم إلّا أن درجاتِها متفاوتة جدا.
فمثلا: إن أبسطها وأكثرها جزئية هي إلهام الحيوانات، ثم إلهام عوام الناس، ثم إلهام عوام الملائكة، ثم إلهام الأولياء، ثم إلهام كبار الملائكة.
ومن هذا السر نرى أن وليا يقول: «حدّثني قلبي عن ربي» (2) أي بهاتف قلبه. ومن دون
Yükleniyor...