وأطاعوا. ثم استجابوا لإظهار رب العالمين ألوهيته الجليلة، بخلاصةِ عبوديةٍ تنمّ عن ضعفهم الكامن في عجزهم، وفَقرهم المندمج في حاجاتهم.. تلك هي الصلاة.
وهكذا بمثل هذه الوظائف المتنوعة للعبودية، أدّوا فريضة عمرهم ومهمة حياتهم في هذا المسجد الأكبر المسمَّى بدار الدنيا، حتى اتخذوا صورة أحسنَ تقويم، واعتلوا مرتبةً تفوق جميع المخلوقات قاطبة، إذ أصبحوا خلفاءَ أمناء في الأرض، بما أودع فيهم من الإيمان والأمانة..
وبعد انتهاء مدة الامتحان والخروج من قبضة الاختبار يدعوهم ربهم الكريم إلى الســـعادة الأبدية والنعيم المقيم ثوابا لإيمانهم، ويرزقهم الدخول إلى دار الســـلام جــزاء إسـلامهم، ويُكرمهم -وقد أكرمهم- بنِعَمٍ لا عـيـن رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر، (3) إذ المشاهِدُ المشتاق لجمالٍ سرمدي والعاشقُ الذي يعكسه كالمرآة، لابد أن يظل باقيا ويمضي إلى الأبد.
هذه هي عقبى تلاميذ القرآن.. اللّهمّ اجعلنا منهم!.
أما الفريق الآخر وهم الفجار والأشرار فما إن دخلوا بسنّ البلوغ قصرَ هذا العالم إلّا وقابلوا بالكفر دلائلَ الوحدانية كلها، وبالكفران الآلاء التي تُسبَغ عليهم، واتهموا الموجوداتِ كلَّها بالتفاهة وحقّروها بالعبثية ورفضوا تجليات الأسماء الإلهية على الموجودات كلِّها، فارتكبوا جريمة كبرى في مدة قصيرة، مما استحقوا عذابا خالدا.
نعم، إن الإنسان لم يُوهَب له رأسُ مال العمر، ولم يودَع فيه أجهزة إنسانية راقية إلّا ليؤهّله ذلك على تأدية الوظائف الجليلة المذكورة.
فيا نفسي الحائرة ويا صديقي المغرَم بالهوى! أتحسبون أنّ «مهمة حياتكم» محصورة في تلبية متطلبات النفس الأمّارة بالسوء ورعايتها بوسـائل الحضارة إشـباعا لشـهوة البطن والفرج؟ أم تظنون أن الغاية من دَرْجِ مـا أودع فيكم من لطائف معنوية رقـيـقـة، وآلات وأعضاء حساسة، وجوارح وأجهزة بديعة، ومشاعر وحواس متجسسة، إنما هي لمجرد
وهكذا بمثل هذه الوظائف المتنوعة للعبودية، أدّوا فريضة عمرهم ومهمة حياتهم في هذا المسجد الأكبر المسمَّى بدار الدنيا، حتى اتخذوا صورة أحسنَ تقويم، واعتلوا مرتبةً تفوق جميع المخلوقات قاطبة، إذ أصبحوا خلفاءَ أمناء في الأرض، بما أودع فيهم من الإيمان والأمانة..
وبعد انتهاء مدة الامتحان والخروج من قبضة الاختبار يدعوهم ربهم الكريم إلى الســـعادة الأبدية والنعيم المقيم ثوابا لإيمانهم، ويرزقهم الدخول إلى دار الســـلام جــزاء إسـلامهم، ويُكرمهم -وقد أكرمهم- بنِعَمٍ لا عـيـن رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر، (3) إذ المشاهِدُ المشتاق لجمالٍ سرمدي والعاشقُ الذي يعكسه كالمرآة، لابد أن يظل باقيا ويمضي إلى الأبد.
هذه هي عقبى تلاميذ القرآن.. اللّهمّ اجعلنا منهم!.
أما الفريق الآخر وهم الفجار والأشرار فما إن دخلوا بسنّ البلوغ قصرَ هذا العالم إلّا وقابلوا بالكفر دلائلَ الوحدانية كلها، وبالكفران الآلاء التي تُسبَغ عليهم، واتهموا الموجوداتِ كلَّها بالتفاهة وحقّروها بالعبثية ورفضوا تجليات الأسماء الإلهية على الموجودات كلِّها، فارتكبوا جريمة كبرى في مدة قصيرة، مما استحقوا عذابا خالدا.
نعم، إن الإنسان لم يُوهَب له رأسُ مال العمر، ولم يودَع فيه أجهزة إنسانية راقية إلّا ليؤهّله ذلك على تأدية الوظائف الجليلة المذكورة.
فيا نفسي الحائرة ويا صديقي المغرَم بالهوى! أتحسبون أنّ «مهمة حياتكم» محصورة في تلبية متطلبات النفس الأمّارة بالسوء ورعايتها بوسـائل الحضارة إشـباعا لشـهوة البطن والفرج؟ أم تظنون أن الغاية من دَرْجِ مـا أودع فيكم من لطائف معنوية رقـيـقـة، وآلات وأعضاء حساسة، وجوارح وأجهزة بديعة، ومشاعر وحواس متجسسة، إنما هي لمجرد
Yükleniyor...