وهل يعقل أن يسمع أخفتَ صوت لأدنى جزء من الحياة فيستمع لشكواه ويسعفه، ويحلم عليه ويربيه بعناية كاملة ورعاية تامة وباهتمام بالغ مسخرا له أكبر مخلوقاته في الكون، ثم لا يسمع صوتا كهزيم السماء لأعظم حياة وأسماها وألطفها وأدومها؟ وهل يعقل ألّا يهتم بدعائه المهم وهو دعاء البقاء، وألّا ينظر إلى تضرعه ورجائه وتوسله؟ ويكون كمن يجهّز بعناية كاملة جنديا واحدا بالعتاد، ولا يرعى الجيش الجرار الموالي له!! وكمن يرى الذرة ولا يرى الشمس! أو كمن يسمع طنين الذباب ولا يسمع رعود السماء! حاشَ لله مائة ألف مرة حاشَ لله.
وهل يقبل العقل -بوجه من الأوجه- أن القدير الحكيم ذا الرحمة الواسعة وذا المحبة الفائقة وذا الرأفة الشاملة والذي يحب صنعتَه كثيرا، ويحبّب نفسه بها إلى مخلوقاته وهو أشد حبا لمن يحبونه... فهل يعقل أن يُفني حياةَ مَن هو أكثر حبا له، وهو المحبوب، وأهل للحب، وعابد لخالقه فطرةً؟ ويُفني كذلك لبَّ الحياة وجوهرها وهو الروح، بالموت الأبدي والإعدام النهائي، ويولّد جفوة بينه وبين محبيه ويؤلمهم أشدّ الإيلام، فيجعل سرَّ رحمته ونور محبته معرّضا للإنكار! حاشَ لله ألف مرة حاش لله.. فالجمال المطلق الذي زيّن بتجليه هذا الكون وجمّله،
Yükleniyor...