€الخاتمة>
إن الحقائق الاثنتي عشرة السابقة يؤيد بعضُها البعض الآخر، وتكمّل إحداها الأخرى وتسنُدها وتدعمها، فتتبين النتيجة من مجموعها واتحادها معا. فأيّ وَهْم يمكنه أن ينفذ من هذه الأسوار الاثنى عشر الحديد، بل الألماس، المنيعة ليزعزع الإيمان بالحشر المحصّن بالحصن الحصين؟
فالآية الكريمة ﹛﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ اِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾|﹜ (لقمان:٢٨) تفيد أن خلقَ جميع البشر وحشرَهم سهل ويسير على القدرة الإلهية، كخلق إنسان واحد وحشره. نعم، وهو هكذا حيث فُصلت هذه الحقيقة في بحث «الحشر» من رسالة «نقطة من نور معرفة الله جل جلاله». إلّا أننا سنشير هنا إلى خلاصتها مع ذكر الأمثلة، ومن أراد التفصيل فليراجع تلك الرسالة.
فمثلا: ولله المثل الأعلى -ولا جدال في الأمثال- إن الشمس مثلما تُرسل -ولو إراديا- ضوءَها بسهولة تامة إلى ذرة واحدة، فإنها ترسله بالسهولة نفسها إلى جميع المواد الشفافة التي لا حصر لها، وذلك بسر «النورانية». وإن أخذَ بؤبؤ ذرّة شفافة واحدة لصورة الشمس مساوٍ لأخذ سطح البحر الواسع لها، وذلك بسر «الشفافية». وإن الطفل مثلما يمكنه أن يحرك دُميَتَه الشبيهة بالسفينة، يمكنه أن يحرّك كذلك السفينة الحقيقية، وذلك بسرّ «الانتظام» الذي فيها. وأن القائد الذي يسيّر الجندي الواحد بأمر «سِر»، يسوق الجيش بأكمله بالكلمة نفسها، وذلك بسرّ «الامتثال والطاعة».
ولو افترضنا ميزانا حساسا جدا في الفضاء، بحيث يتحسس وزن جوزة صغيرة في الوقت الذي يمكن أن توضع في كفتيه شمسان. ووجدت في الكفتين جوزتان أو شمسان، فإن الجهد المبذول لرفع إحدى الكفتين إلى الأعلى والأخرى إلى الأسفل هو الجهد نفسه، وذلك بسر «الموازنة».
فما دام أكبرُ شيء يتساوى مع أصغره، وما لا يعدُّ من الأشياء يظهر كالشيء الواحد في هذه المخلوقات والممكنات الاعتيادية -وهي ناقصة فانية- لما فيها من «النورانية والشفافية والانتظام والامتثال والموازنة» فلابدّ أنه يتساوى أمامَ القدير المطلق القليلُ والكثيرُ، والصغيرُ
إن الحقائق الاثنتي عشرة السابقة يؤيد بعضُها البعض الآخر، وتكمّل إحداها الأخرى وتسنُدها وتدعمها، فتتبين النتيجة من مجموعها واتحادها معا. فأيّ وَهْم يمكنه أن ينفذ من هذه الأسوار الاثنى عشر الحديد، بل الألماس، المنيعة ليزعزع الإيمان بالحشر المحصّن بالحصن الحصين؟
فالآية الكريمة ﹛﴿ مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ اِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾|﹜ (لقمان:٢٨) تفيد أن خلقَ جميع البشر وحشرَهم سهل ويسير على القدرة الإلهية، كخلق إنسان واحد وحشره. نعم، وهو هكذا حيث فُصلت هذه الحقيقة في بحث «الحشر» من رسالة «نقطة من نور معرفة الله جل جلاله». إلّا أننا سنشير هنا إلى خلاصتها مع ذكر الأمثلة، ومن أراد التفصيل فليراجع تلك الرسالة.
فمثلا: ولله المثل الأعلى -ولا جدال في الأمثال- إن الشمس مثلما تُرسل -ولو إراديا- ضوءَها بسهولة تامة إلى ذرة واحدة، فإنها ترسله بالسهولة نفسها إلى جميع المواد الشفافة التي لا حصر لها، وذلك بسر «النورانية». وإن أخذَ بؤبؤ ذرّة شفافة واحدة لصورة الشمس مساوٍ لأخذ سطح البحر الواسع لها، وذلك بسر «الشفافية». وإن الطفل مثلما يمكنه أن يحرك دُميَتَه الشبيهة بالسفينة، يمكنه أن يحرّك كذلك السفينة الحقيقية، وذلك بسرّ «الانتظام» الذي فيها. وأن القائد الذي يسيّر الجندي الواحد بأمر «سِر»، يسوق الجيش بأكمله بالكلمة نفسها، وذلك بسرّ «الامتثال والطاعة».
ولو افترضنا ميزانا حساسا جدا في الفضاء، بحيث يتحسس وزن جوزة صغيرة في الوقت الذي يمكن أن توضع في كفتيه شمسان. ووجدت في الكفتين جوزتان أو شمسان، فإن الجهد المبذول لرفع إحدى الكفتين إلى الأعلى والأخرى إلى الأسفل هو الجهد نفسه، وذلك بسر «الموازنة».
فما دام أكبرُ شيء يتساوى مع أصغره، وما لا يعدُّ من الأشياء يظهر كالشيء الواحد في هذه المخلوقات والممكنات الاعتيادية -وهي ناقصة فانية- لما فيها من «النورانية والشفافية والانتظام والامتثال والموازنة» فلابدّ أنه يتساوى أمامَ القدير المطلق القليلُ والكثيرُ، والصغيرُ
Yükleniyor...