ورُبَّ نظرة تحول الفحم ألماسا.

ورُبَّ مسّ يحوِّلُ الحجر إكسيرا.

فنظرة من النبي ﷺ تقلب الأعرابي الجاهل عارفا بالله منورا في الحال.

وإن سألت ميزانا، فدونك عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل الإسلام وبعده.

ومثالهما: البذرة والشجرة التي أعطت ثمارها اليانعة دفعة واحدة.

فحوّل ذاك النظرُ النبوي وهمّتُه الفِطرَ المتفحمة في الجزيرة العربية إلى ألماسات لامعات.

وتحولت السجايا المظلمة المحرقة -كالبارود الأسود- إلى خصال فاضلة نيّرة.

∗ ∗ ∗


الكذب لفظ كافر

حبة واحدة من صدق تبيد بيدرا من الأكاذيب.

إنّ حقيقة واحدة تهدم صرحا من خيال.

فالصدق أساس عظيم وجوهر ساطع،

وربما يتخلى عن مكانه للسكوت، إن كان فيه ضرر، ولكن لا موضع للكذب قطعا، مهما يكن فيه من فائدة ونفع.

ليكن كلامُك كله صدقا ولتكن أحكامك كلها حقا،

ولكن عليك أن تدرك هذا: أنه لا حقَّ لك أن تبوح بالصدق كله.

اتخذ هذه القاعدة دستورا لك: «خذ ما صفا دع ما كدر». فانظر بُحسن وشاهد بُحسنٍ ليكون فكرُك حسنا، وظُنّ ظنا حسنا، وفكِّر حسنا لتجد الحياة اللذيذة الهانئة.

إن الأمل المندرج في حسن الظن ينفخ الحياة في الحياة،

بينما اليأس المخبوء في سوء الظن ينخر سعادة الإنسان ويقتل الحياة.

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...