تتعاظم جناية الإنسان لعدم تحدد قواه

إنّ القوى المودعة في الإنسان لم تُحدد فطرةً خلافا للحيوان، فالخير والشر الصادران عنه لا يتناهيان. فإذا ما اقترن غرور من هذا وعناد من ذاك، يولدان ذنبا عظيما (17) إلى حد لم يعثر له البشر على اسم. إنّ هذا دليل على وجود جهنم، إذ لا جزاء له إلّا النار.

ومثلا: يتمنى أحدُهم أن تحل بالمسلمين مصيبة كي يظهر صدق كلامه وصواب تنبيئه!!.

ولقد أظهر هذا الزمان أيضا أن الجنة غالية ليست رخيصة، وأن جهنم ليست زائدة عن الحاجة.

∗ ∗ ∗


رُبَّ خير يكون وسيلة لشر

إنّ المزية التي يتحلّى بها الخواص، في الحقيقة سبب لدفعهم إلى التواضع وإنكار الذات. ولكن مع الأسف أصبحت وسيلة للتحكم بالآخرين والتكبر عليهم.

وكذلك عجز الفقراء وفقر العوام، هما داعيان في الحقيقة للإشفاق عليهم، ولكن مع الأسف انجرا -في الوقت الحاضر- إلى سوقهم إلى الذل والأسر.

لو حصل شرف ومحاسن في شيء ما، فإنه يُسند إلى الخواص والرؤساء. أما إن حصلت منه السيئات والشرور فإنها توزع على الأفراد والعوام.

فالشرف الذي نالته العشيرة الغالبة يقابل بـ: «أحسنت يا شيخ العشيرة!».

ولكن لو حصل العكس فيقال: «سحقا لأفرادها».

وهذا هو الشر المؤلم في البشر!

∗ ∗ ∗



Yükleniyor...