شهادة الفطرة صادقة

لا كذبَ في الفطرة، فما تقوله صدق؛ فميَلان النمو الكامن في النواة يقول: سأنمو وأثمر. والواقع يصدّقه.

في داخل البيضة، يقول ميَلان الحياة، في تلك الأعماق: سأكون فرخا.. ويكون بإذن الله فعلا، ويُصدَّق كلامُه.

وإذا نوت غرفة من ماء داخل كرة من حديد الانجمادَ، فإن ميلان انبساطها في أثناء البرودة يقول: توسَّع أيها الحديد، أنا محتاج إلى مكان أوسع. فيحاول الحديد الصلب ألّا يكذّبه، بل ما فيه من إخلاص وصدقِ الجنان يفتّت ذلك الحديد.

كلُّ ميلٍ من هذه الميول، أمر تكويني، حكم إلهي، شريعة فطرية، تجلٍّ للإرادة الإلهية في إدارة الأكوان. فكلُّ ميل، وكل امتثال، انقياد لأمر إلهي تكويني.

فالتجلي في الوجدان جلوة كهذه، بحيث إن الانجذاب والجذبة صافيان كالمرآة المجلوة، ينعكس فيهما نور الإيمان وتجلّي الجمال الخالد.

∗ ∗ ∗


النبوة ضرورية للبشرية

إنّ القدرة الإلهية التي لا تترك النمل من دون أمير، والنحل من دون يعسوب، لا تترك حتما البشر من دون نبي، من دون شريعة... نعم، هكذا يقتضي سر نظام العالم.

∗ ∗ ∗


المعراج معجزة للملائكة مثلما انشقاق القمر معجزة للإنسان

المعراجُ ولاية عظمى في نبوة مسلَّمة بها رأته الملائكة رؤية حقة كرامةً.

ركب النبي الباهر «البُراق» وغدا بَرقا، فدار الوجود كالقمر مشاهدا عالم النور أيضا.

فكما أن انشقاق القمر معجزة حسيّة عظمى للإنسان المنتشر في عالم الشهادة، فهذا المعراج أيضا هو أعظم معجزة لساكني عالم الأرواح.

∗ ∗ ∗


Yükleniyor...