إنّ النقوش الممزوجة في الحياة والتي تظهر على صورة حواسَّ ومشاعرَ، هذه النقوش تشير إلى أسماء إلهية حسنى كثيرة، وإلى شؤون ذاتية لله سبحانه وتعالى. فتكونُ الحياة من هذه الوجهة مرآةً عاكسة ساطعة لتجليات الشؤون الذاتية للحي القيوم.

ولما كان وقتُنا لا يتسع لإيضاح هذا السر لأولئك الذين لم يرتضوا بالله ربّا، والذين لم يبلغوا بعدُ مرتبةَ الإيمان اليقين، لذا سنغلق هذا الباب.

النافذة الثانية والثلاثون

﹛﴿ هُوَ الَّذ۪ٓي اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدٰى وَد۪ينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّ۪ينِ كُلِّهِ وَكَفٰى بِاللّٰهِ شَه۪يدًاۜ ❀ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ ﴾|﹜ (الفتح:٢٨-٢٩)


﹛﴿ قُلْ يَٓا اَيُّهَا النَّاسُ اِنّ۪ي رَسُولُ اللّٰهِ اِلَيْكُمْ جَم۪يعًاۨ الَّذ۪ي لَهُ مُلْكُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ يُحْي۪ وَيُم۪يتُ ﴾|﹜ (الأعراف:١٥٨)


هذه النافذة هي نافذة تخص شمسَ سماء الرسالة، بل شمس شموس النبوة، حبيب رب العالمين، محمدا عليه أفضل الصلاة والتسليم.

إنّ هذه النافذة ساطعة سطوعَ الشمس، وواسعة سعةَ الكون، ومنورة نورانية النهار. وحيث إننا قد أثبتنا «النبوة» إثباتا قاطعا في «الكلمة الحادية والثلاثين»، رسالة «المعراج» وفي الكلمة التاسعة عشرة، رسالة «دلائل النبوة» وفي «المكتوب التاسع عشر»، رسالة «المعجزات الأحمدية» لذا فنحن نستعيد هنا بذاكرتنا بعضَ ما هو مذكور في تلك الرسائل، ونحيل إليها، إلّا أننا نقول:

إنّ الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي هو برهانُ التوحيد الناطق، قد أعلن التوحيد وأظهره بجلاء، وبيّنه للبشرية أبلغَ بيان، في جميع سيرته العطرة، وبكل ما وهبه الله من قوة، فهو الذي يملك بجناحَي الرسالة والولاية قوةَ إجماعِ وتواترِ جميع الأنبياء الذين أتوا قبله، وقوةَ تواتر وإجماع جميع الأولياء والأصفياء الذين أتوا بعده. وفتح بهذه القوة الهائلة نافذةً واسعة عظيمة سعةَ العالم الإسلامي إزاء معرفة الله سبحانه، فبدأ يتطلع منها ملايينُ العلماء المحققين والأصفياء والصديقين أمثال: الإمام الغزالي والإمام الرباني ومحي الدين

Yükleniyor...