النافذة العشرون (2)

﹛﴿ فَسُبْحَانَ الَّذ۪ي بِيَدِه۪ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ  ﴾|﹜ (يس:٨٣)


﹛﴿ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا عِنْدَنَا خَزَٓائِنُهُۘ وَمَا نُنَزِّلُهُٓ اِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ❀ وَاَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَاَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَٓاءِ مَٓاءً فَاَسْقَيْنَاكُمُوهُۚ وَمَٓا اَنْتُمْ لَهُ بِخَازِن۪ينَ ﴾|﹜ (الحجر:٢١-٢٢)


كما يُشاهَدُ كمالُ الحكمة، وجمالُ الإتقان في الجزئيات والفرعيات، وفي النتائج والفوائد، فإن العناصر الكلية، والمخلوقات العظيمة التي تبدو مختلطةً ومتشابكة، وتُوهِمُ أنها لعبةُ المصادفة، تتخذ أيضا أوضاعا تتّسم بالحكمة والإتقان، رغم الاختلاط الظاهر عليها.

فمثلا: النور أو الضوء، بدلالة وظائفه الحكيمة الأخرى إنما هو للإعلان عن مصنوعات الله سبحانه، وعرضِها بإذنه أمام الأنظار. أي إن الضوء مسخّر من لدن خالق حكيم، ليُظِهر به سبحانه عجائبَ مخلوقاته، ويَعرضَ تحت شعاعه بدائعَ مصنوعاته، في معارضِ سوق العالم.

وانظر الآن إلى الرياح؛ تَرَ أنها تجري لإنجاز وظائف مهمة وخدمات جليلة، يشهد بهذا ما يُحَمَّلُ على وظائفها الحكيمة من منافعَ كريمة. فموجاتُ الأعاصير إذن، هي تصريف وتسخير من لدن الخالق الحكيم. وما يُشَاهَدُ من عصفها وشدّةِ هبوبها، فلإسراعها في تنفيذ الأوامر الربانية وامتثالها لِحُكمها.

وانظر الآن إلى الينابيع والجداول والأنهار، وتأمل في تفجّرها من الأرض أو الجبال، تجد أنه لا مصادفةَ فيها ولا عبثَ قط. إذ تترتب عليها الفوائدُ والمصالح التي هي آثار رحمة إلهية واضحة، أما النتائجُ الحاصلة منها فهي موزونة محسوبة. وكذلك ادخارها وخزنها في الجبال إنما يجري ضمن حساب دقيق، ووفقَ حاجات الأحياء، ومن بعد ذلك تفجيرها وإرسالها بميزان هو الغاية في الحكمة.. كلُّ ذلك دلالات وشواهدُ ناطقة أن ذلك التسخير والادخار

Yükleniyor...