وهكذا تؤدي بنا هذه الطرق الأربع الواسعة إلى نافذة عظيمة جدا تنفتح على المعرفة الإلهية، حيث يطل منها نظر العقل الحاد على وجود الخالق الحكيم.

فيا أيها الغافل الشقي بغفلته! إن لم تُرِد بعد هذا كلِّه رؤيتَه ومعرفتَه عدّ نفسك من الأنعام!

النافذة الثامنة

إنّ جميع الأنبياء عليهم السلام الذين هم أصحاب الأرواح النيّرة في النوع الإنساني مستندين إلى معجزاتهم الظاهرة الباهرة، وجميعَ الأولياء الذين يمثلون أقطاب القلوب المنورة معتمدين على كشفياتهم وكراماتهم، وجميع الأصفياء العلماء الذين يمثلون أرباب العقول النورانية مستندين إلى تحقيقاتهم العلمية.. يشهدون جميعا على وجوب وجود الواحد الأحد الخالق لكل شيء، ويدلون على كمال ربوبيته ووحدانيته.

هذه النافذة واسعة جدا ومنورة مضيئة ساطعة، وهي مفتوحة أبدا لإظهار ذلك المقام الرفيع للربوبية.

فيا أيها المنكر الحيران!.. بِمَ تَعْتَدّ وتفتخر، حتى لا تلقي لهذه الحقائق سمعا؟! لعلّك تظن أنك بإطباق جفنيك تستطيع أن تجعل نهار الدنيا ليلا.. ألا هيهات..!

النافذة التاسعة

إنّ «العبادات» التي تؤديها الكائنات بأسرها تدل بالبداهة على معبود مطلق..

نعم، إن العبودية الخالصة التي يؤديها الملائكةُ والروحانيات عموما، والثابتة بشهادة الذين عَبَروا إلى عالم الأرواح من البشر، واستبطنوا بواطن الوجود. والتقوا هناك الملائكة والروحانيات، وشاهدوهم في عباداتهم وتسابيحهم.. وقيام جميع ذوي الحياة -مهما كانوا- بمهامهم التي خلقوا لها على أتم نظام، وامتثالهم للأوامر الإلهية امتثالَ عبد مأمور.. وأداء جميع الجمادات خدماتها المتسمة بعبودية كاملة على أتم طاعة.. إن جميع هذه العبادات المشاهدة تشير إلى المعبود الحق الواجب الوجود وإلى وحدانيته.

Yükleniyor...