أغلبَ النجوم التي في السماء، لكنت تقول عندئذٍ: إن العالم كلَّه لي. فلا يزاحم حكمَك هذا ولا ينافيه وجودُ الملائكة والناس الآخرين والحيوانات معك في هذا العالم الواسع.

وكذلك يمكنك أن تقول: إن تلك الجنة لي، حتى لو كانت مليئةً بالقادمين إليها.

وقد بينا في رسالة «الجنة» -وهي «الكلمة الثامنة والعشرون»- معنى الحديث الوارد من أنه يُعطى لبعض أهل الجنة جنةٌ سعتُها خمسمائة سنة، (21) وكذا بيناه في رسالة «الإخلاص».

الإشارة التاسعة:

إن نتيجة الإيمان بالله ومحبتِه سبحانه هي رؤيةُ جمال مقدّس وكمال منـزّه للذات الجليلة سبحانه وتعالى، كما هي ثابتة بالحديث الصحيح (22) والقرآن الكريم. هذه الرؤية التي تساوي ساعة منها ألف ألف سنة من نعيم الجنة، (23) ذلك النعيم الذي ساعة منه تفوق ألف ألف سنة من حياة الدنيا الهنيئة، كما هو ثابت لدى أهل العلم والكشف بالاتفاق.

ويمكنك قياس مدى الشوق واللهفة التي تنطوي عليهما فطرةُ الإنسان لرؤية ذلك الجمال المقدس والكمال المنـزّه، ومدى ما فيها من رغبة جياشة وتَوق شديد والتياع لشهودهما، بالمثال الآتي:

كل إنسان يشعر في وجدانه بلهفة شديدة لرؤية سيدنا سليمان عليه السلام الذي أوتي الكمال، ويشعر أيضا بشوقٍ عظيم نحو رؤية سيدنا يوسف عليه السلام الذي أوتي شطرَ


Yükleniyor...