فتقضيان حياة سعيدة هنيئة بإذن الله.. ولكن لو كان ذلك الحب مبنيا على جمال الصورة الذي تهواه النفس، فإنه سرعان ما يخبو ويذبل، وتفسد الحياة الزوجية أيضا.
أما محبتك للوالد والوالدة، فهي عبادة تُثاب عليها ما دامت في سبيل الله، ولا شك أنك ستزيد الحب والاحترام لهما عندما يبلغان الكِبَر، وتكسب لذة روحية خالصة وراحة قلبية تامة لدى القيام بخدمتهما وتقبيل أيديهما وتبجيلهما بإخلاص، فتتوجه إلى المولى القدير، وأنت تشعر هذا الشعور السامي والهمة الجادة، بأن يطيلَ عمرَهما لتحصل على مزيد من الثواب.. ولكن لو كان ذلك الحب والاحترام لأجل كسب حطام الدنيا ونابعا من هوى النفس، فإنه يولد ألما روحيا قاتما ينبعث من شعور سافل منحط وإحساس دنيء وضيع هو النفور من ذينك الموقّرَين اللذين كانا السبب لحياتكَ أنت، واستثقالهما وقد بلغا الكِبر وباتا عبئا عليك، ثم الأدهى من ذلك تمنّي موتهما وترقّب زوالهما!
أما محبتك لأولادك، أي حُبكَ لمَن استودعك الله إياهم أمانةً، لتقوم بتربيتهم ورعايتهم.. فحب أولئك المؤنسين المحبوبين من خلق الله، إنما هو حب مكلل بالسعادة والبهجة، وهو نعمة إلهية في الوقت نفسه، فإذا شعرت بهذا فلا يَنتَبْك الحزن على مصابهم ولا تصرخ متحسرا على وفاتهم. إذ -كما ذكرنا سابقا- إن خالقهم رحيم بهم حكيم في تدبير أمورهم وعند ذلك تقول إن الموت بحق هؤلاء لهو سعادة لهم. فتنجو بهذا من ألم الفراق وتتفكر أن تستدر رحمته تعالى عليك.
أما محبتك للأصدقاء والأقرباء، فلأنها لوجه الله تعالى، فلا يُحول فراقُهم ولا موتهم عن دوام الصحبة معهم، ودوام أخوتكم ومحبتكم ومؤانستكم؛ إذ تدوم تلك الرابطة الروحية والحب المعنوي الخالص، فتدوم بدورهما لذةُ اللقاء ومتعةُ الوصال.. ولكن إن لم يكن ذلك الحب لأجله تعالى ولا في سبيله، فإن لذة لقاء يوم واحد يورث آلامَ الفراق لمائة يوم. (16)
أما محبتك للأنبياء عليهم السلام والأولياء الصالحين، فإن عالم البرزخ الذي هو عالم مظلم موحش في نظر أرباب الضلالة والغفلة تراه منازلَ من نور تنورت بأولئك المنورين، وعندها لا تستوحش من اللحاق بهم، ولا تجفل من عالم البرزخ، بل تشتاق إليه، وتحن إليه
أما محبتك للوالد والوالدة، فهي عبادة تُثاب عليها ما دامت في سبيل الله، ولا شك أنك ستزيد الحب والاحترام لهما عندما يبلغان الكِبَر، وتكسب لذة روحية خالصة وراحة قلبية تامة لدى القيام بخدمتهما وتقبيل أيديهما وتبجيلهما بإخلاص، فتتوجه إلى المولى القدير، وأنت تشعر هذا الشعور السامي والهمة الجادة، بأن يطيلَ عمرَهما لتحصل على مزيد من الثواب.. ولكن لو كان ذلك الحب والاحترام لأجل كسب حطام الدنيا ونابعا من هوى النفس، فإنه يولد ألما روحيا قاتما ينبعث من شعور سافل منحط وإحساس دنيء وضيع هو النفور من ذينك الموقّرَين اللذين كانا السبب لحياتكَ أنت، واستثقالهما وقد بلغا الكِبر وباتا عبئا عليك، ثم الأدهى من ذلك تمنّي موتهما وترقّب زوالهما!
أما محبتك لأولادك، أي حُبكَ لمَن استودعك الله إياهم أمانةً، لتقوم بتربيتهم ورعايتهم.. فحب أولئك المؤنسين المحبوبين من خلق الله، إنما هو حب مكلل بالسعادة والبهجة، وهو نعمة إلهية في الوقت نفسه، فإذا شعرت بهذا فلا يَنتَبْك الحزن على مصابهم ولا تصرخ متحسرا على وفاتهم. إذ -كما ذكرنا سابقا- إن خالقهم رحيم بهم حكيم في تدبير أمورهم وعند ذلك تقول إن الموت بحق هؤلاء لهو سعادة لهم. فتنجو بهذا من ألم الفراق وتتفكر أن تستدر رحمته تعالى عليك.
أما محبتك للأصدقاء والأقرباء، فلأنها لوجه الله تعالى، فلا يُحول فراقُهم ولا موتهم عن دوام الصحبة معهم، ودوام أخوتكم ومحبتكم ومؤانستكم؛ إذ تدوم تلك الرابطة الروحية والحب المعنوي الخالص، فتدوم بدورهما لذةُ اللقاء ومتعةُ الوصال.. ولكن إن لم يكن ذلك الحب لأجله تعالى ولا في سبيله، فإن لذة لقاء يوم واحد يورث آلامَ الفراق لمائة يوم. (16)
أما محبتك للأنبياء عليهم السلام والأولياء الصالحين، فإن عالم البرزخ الذي هو عالم مظلم موحش في نظر أرباب الضلالة والغفلة تراه منازلَ من نور تنورت بأولئك المنورين، وعندها لا تستوحش من اللحاق بهم، ولا تجفل من عالم البرزخ، بل تشتاق إليه، وتحن إليه
Yükleniyor...