الجواب: إنّ بيان تلك النتائج وتوضيح تلك الفوائد كلِّها يحتاج إلى تأليف كتاب ضخم في هذا الشأن، لذا سنشير هنا إلى نتيجة واحدة أو نتيجتين منها إشارة مجملة. وسنبين أولا النتائج التي تحصل في الدنيا، ثم بعد ذلك نبين النتائج التي ستظهر في الآخرة. وهي كالآتي:

لقد ذكرنا سابقا: أن أنواع المحبة التي لدى أرباب الغفلة والدنيا والتي لا تنبعث إلّا لإشباع رغبات النفس، لها نتائج أليمة وعواقب وخيمة من بلايا ومشقات، مع ما فيها من نشوة ضئيلة وراحة قليلة. فمثلا: الشفقة تصبح بلاءً مؤلما بسبب العجز، والحب يغدو حُرقة مفجعة بسبب الفراق، واللذة تكون شرابا مسموما بسبب الزوال.. أما في الآخرة فستبقى دون جدوى ولا نفع، لأنها لم تكن في سبيل الله تعالى، أو تكون عذابا أليما إن ساقت إلى الوقوع في الحرام.

سؤال: كيف يظل حب الأنبياء الكرام والأولياء الصالحين دون نفع أو فائدة؟

الجواب: مثلما لا ينتفع النصارى المعتقدون بالتثليث من حبهم لسيدنا عيسى عليه السلام، وكذا الروافض من حبهم لسيدنا علي رضي الله عنه!

أما ما ذكرتَه من أنواع المحبة فإن كانت وفق إرشاد القرآن الكريم وفي سبيل الله سبحانه وتعالى ومحبة الرحمن الرحيم، فإن نتائج جميلة تثمر في الدنيا، فضلا عن نتائجها الطيبة الخالدة في الآخرة.

أما نتائجها في الدنيا: فإن محبتك للأطعمة اللذيذة والفواكه الطيبة فهي نعمة إلهية لا يشوبها ألم، ولذة لطيفة في الشكر بعينه.

أما محبتُك لنفسك أي إشفاقك عليها، والجهدُ في تربيتها وتزكيتها، ومنعها عن الأهواء الرذيلة، تجعلها منقادة إليك، فلا تسيّرك ولا تقيدك بأهوائها بل تسوقُها أنت إلى حيث الهدى دون الهوى.

أما محبتك لزوجتك وهي رفيقة حياتك، فلأنها قد أسست على حُسن سيرتها وطيب شفقتها، وكونها هبةً من الرحمة الإلهية، فستوليها حبا خالصا ورأفة جادة، وهي بدورها تبادلك هذه المحبة مع الاحترام والتوقير، وهذه الحالة تزداد بينكما كلما تقدمتما في العمر،


Yükleniyor...