وهكذا على غرار هذه الأمثلة الثلاثة، ففي كل اسم من ألف اسم من الأسماء الإلهية الحسنى طبقاتُ حُسنٍ وجمالٍ وفضلٍ وكمالٍ كثيرة جدا. كما أنّ فيها مراتبَ محبةٍ وفخر وعزة وكبرياء كثيرة جدا. ومن هنا قال الأولياء المحققون الذين حظَوا باسم الودود: إنّ جوهر الكون كلِّه هو المحبة وإن حركة الموجودات بالمحبة. فقوانينُ الانجذاب والجذب والجاذبية التي تجرى في الموجودات إنما هي آتية من المحبة. وقد قال أحدهم:
بمعنى أن كل شيء نشوان من شراب المحبة بتجلي المحبة الإلهية، كلّ حسب استعداده. ومن المعلوم أن كل قلب يُحب مَن يُحسن إليه، ويُحب الكمال الحقيقي ويَعشق الجمال السامي ويزيد حُبَّه لمن يُحب مَن يُحبهم ويشفق عليهم ويُحسن إليهم.
ترى ما مدى العشق والمحبة التي تليق بمَن له في كل اسم من أسمائه ألفُ كنـزٍ وكنـز من الإحسان والإنعام.. ومن يُسعد كلَّ مَن نُحبُّهم.. ومن هو منبعُ ألوف أنواع الكمالات.. ومن هو مبعثُ ألوف طبقات الجمال.. ومن هو مسمَّى ألف اسم واسم.. وهو الجميل ذو الجلال والمحبوب ذو الكمال.
ألا يُفهم من هذا مدى الأحقية في نشوة الكون طرا بمحبّته؟
Yükleniyor...