فاللذة التي تحصل عليها الوالدةُ من راحة أولادها ومن سعادتهم قويةٌ راسخة إلى حدٍّ تُضَحي بروحها لأجل راحتهم، حتى إنّ لذة تلك الشفقة تدفع الدجاجةَ إلى الهجوم على الأسد حمايةً لأفراخها.
فاللذة والحُسن والكمال والسعادة الحقيقية في الأوصاف الراقية الرفيعة إذن لا ترجع إلى الأقران ولا تنظر إلى الأضداد، بل إلى مظاهرها ومتعلقاتها، فإن جمالَ رحمة ذي الجمال والكمال، الحي القيوم، الحنان المنان، الرحمن الرحيم، ينظر ويتوجه إلى المرحومين الذين نالوا رحمته، ولا سيما إلى أولئك الذين نالوا أنواعَ رحمته الواسعة وشفقته الرؤوفة في الجنة الخالدة. وله جلّ وعلا ما يشبه المحبة، تليق بذاته سبحانه، بمقدار سعادة مخلوقاته وبمدى تنعّمهم وفرحهم، وله شؤون سامية مقدّسة جميلة منـزّهة ذات معانٍ تليق به سبحانه وتعالى، ما لا نستطيع أن نذكرها، لعدم وجود إذنٍ شرعي، من التعابير المنـزّهة للغاية والمقدّسة الجليلة والتي يُعبّر عنها باللذة المقدسة والعشق المقدس والفرح المنـزّه والسرور القدسي، بحيث إن كلا منها هي أسمى وأرفع وأنـزه بما لا يتناهى من درجات العلو والسمو والنـزاهة مما يظهر في الكائنات وما نشعر به من العشق والسرور بين الموجودات.. كما أثبتناه في مواضع كثيرة.
وإن شئت أن تنظر إلى لمعة من لمعات تلك المعاني الجليلة فانظر إليها بمنظار هذا المثال: شخص سخي كريم ذو شفقة ورأفة، أعدّ ضيافةً جميلة للفقراء المحتاجين، فبسط ضيافتَه الفخمة على إحدى سفنه الجوالة، واطلع عليهم وهم يتنعمون بإنعامه تنعّما بامتنان. تُرى كم يكون ذلك الشخص الكريم مسرورا فرحا، وكم يبتهج بتنعّم هؤلاء الفقراء وتلذذ الجياع منهم، ورِضَى المحتاجين منهم، وثنائهم جميعا عليه.. يمكنك أن تقيسه بنفسك.
وهكذا، فالإنسان الذي لا يملك ملكا حقيقيا لضيافة صغيرة، وليس له من هذه الضيافة إلّا إعدادُها وبسطها، إن كان يستمتع وينشرح إلى هذا القَدر لدى إكرامه الآخرين في ضيافة جزئية. فكيف بالذي تنطلق له آياتُ الحمد والشكر، وتُرفع إليه أكفُّ الثناء والرضى بالدعاء والتضرع، من الجن والإنس والأحياء كافة، الذين حمّلهم في سفينة ربانية جبارة، تلك هي الكرة الأرضية، ويسيّرها فيسيح بهم في عباب فضاء العالم، وأسبغ عليهم نِعَمه ظاهرةً وباطنة داعيا جميع ذوي الحياة إلى تلك الضيافة التي هي من قبيل فطورٍ بسيط بالنسبة
فاللذة والحُسن والكمال والسعادة الحقيقية في الأوصاف الراقية الرفيعة إذن لا ترجع إلى الأقران ولا تنظر إلى الأضداد، بل إلى مظاهرها ومتعلقاتها، فإن جمالَ رحمة ذي الجمال والكمال، الحي القيوم، الحنان المنان، الرحمن الرحيم، ينظر ويتوجه إلى المرحومين الذين نالوا رحمته، ولا سيما إلى أولئك الذين نالوا أنواعَ رحمته الواسعة وشفقته الرؤوفة في الجنة الخالدة. وله جلّ وعلا ما يشبه المحبة، تليق بذاته سبحانه، بمقدار سعادة مخلوقاته وبمدى تنعّمهم وفرحهم، وله شؤون سامية مقدّسة جميلة منـزّهة ذات معانٍ تليق به سبحانه وتعالى، ما لا نستطيع أن نذكرها، لعدم وجود إذنٍ شرعي، من التعابير المنـزّهة للغاية والمقدّسة الجليلة والتي يُعبّر عنها باللذة المقدسة والعشق المقدس والفرح المنـزّه والسرور القدسي، بحيث إن كلا منها هي أسمى وأرفع وأنـزه بما لا يتناهى من درجات العلو والسمو والنـزاهة مما يظهر في الكائنات وما نشعر به من العشق والسرور بين الموجودات.. كما أثبتناه في مواضع كثيرة.
وإن شئت أن تنظر إلى لمعة من لمعات تلك المعاني الجليلة فانظر إليها بمنظار هذا المثال: شخص سخي كريم ذو شفقة ورأفة، أعدّ ضيافةً جميلة للفقراء المحتاجين، فبسط ضيافتَه الفخمة على إحدى سفنه الجوالة، واطلع عليهم وهم يتنعمون بإنعامه تنعّما بامتنان. تُرى كم يكون ذلك الشخص الكريم مسرورا فرحا، وكم يبتهج بتنعّم هؤلاء الفقراء وتلذذ الجياع منهم، ورِضَى المحتاجين منهم، وثنائهم جميعا عليه.. يمكنك أن تقيسه بنفسك.
وهكذا، فالإنسان الذي لا يملك ملكا حقيقيا لضيافة صغيرة، وليس له من هذه الضيافة إلّا إعدادُها وبسطها، إن كان يستمتع وينشرح إلى هذا القَدر لدى إكرامه الآخرين في ضيافة جزئية. فكيف بالذي تنطلق له آياتُ الحمد والشكر، وتُرفع إليه أكفُّ الثناء والرضى بالدعاء والتضرع، من الجن والإنس والأحياء كافة، الذين حمّلهم في سفينة ربانية جبارة، تلك هي الكرة الأرضية، ويسيّرها فيسيح بهم في عباب فضاء العالم، وأسبغ عليهم نِعَمه ظاهرةً وباطنة داعيا جميع ذوي الحياة إلى تلك الضيافة التي هي من قبيل فطورٍ بسيط بالنسبة
Yükleniyor...