البرُّ والبحرُ إليها في شوق عارم من الاستحسان والتقدير في تفكر وإعلان وتشهير، في ذكر وتهليل؟ من ذا يكون تلك الذات المباركة غيرَ محمد الأمين ﷺ؟!
فمثلُ هذا النبي الكريم ﷺ الذي يضافُ إلى كفة حسناته في الميزان مثلُ ما قامت به أمتُه من حسنات بسر: «السبب كالفاعل».. والذي تُضاف إلى كمالاته المعنوية الصلواتُ التي تؤديها الأمة جميعا.. والذي يُفاض عليه من الرحمة الإلهية ومحبتِها ما لا يحدهما حدود، فضلا عما يناله من ثمراتِ ما أدّاه من مهمة رسالته من ثواب معنوي عظيم.. نعم، فمثلُ هذا النبي العظيم ﷺ لا ريب أن ذهابه إلى الجنة، وإلى سدرة المنتهى، وإلى العرش الأعظم، فيكون قاب قوسين أو أدنى، إنما هو عينُ الحق، وذاتُ الحقيقة ومحضُ الحكمة.
الإشكال الثاني
أيها القاعد في مقام الاستماع! إن هذه الحقيقة التي استشكلتَها هي عميقَةُ الغور في ذاتها، وهي عالية سامية إلى حدّ لا يبلغها العقلُ، بل لا يقترب منها، ومع هذا فإنها تُرى بنور الإيمان.
ونحن هنا سنحاول أن نقرّب إلى الأفهام شيئا من تلك الحقيقة العالية ببعض الأمثلة، التي تساعد على ذلك، وهي على النحو الآتي: إذا ما نُظر إلى هذه الكائنات نَظر الحكمة، بدت كأنها شجرة عظيمة وفي معناها، فكما أن الشجرة لها أغصان وأوراق وأزاهير وثمرات، ففي العالم السفلي، الذي هو شقّ من شجرة الخلقة، تُشاهَد أيضا أنّ العناصرَ بمثابة أغصانه، والنباتات والأشجار في حُكم أوراقِه، والحيوانات كأنها أزاهـيره، والأنـاسيَّ كأنهم ثمراتُه. فالقانون الإلهي الجاري على الأشجار يلزم أن يكون جاريا أيضا على هذه الشجرة العظمى، وذلك بمقتضى اسم الله «الحكيم». لذا فمن مقتضى الحكمة أن تكون شجرةُ الخلقة هذه ناشئةً أيضا من نواة، وأن تكون النواةُ جامعةً نمـاذجَ وأسسَ سائر العوالم فضلا عن احتوائه على العالَم الجسماني؛ لأن النواةَ الأصلية للكائنات المتضمنة لألوف العوالِم ومنشأها لا يمكن أن تكون مادةً جامدة قط. وحيث إنه ليست هناك شجرة من غير نوع شجرة الكائنات قد سبقتْها، فإن المعنى والنور الذي هو في حُكم المنشأ والنواة لها قد تجسّد بثمرةٍ في شجرة الكائنات وأُلبِس ملابسَ الثمرة، وذلك لأن النواة لا تكون مجرّدةً عاريةً دائما، إذ ما دامت لم تلبس لباسَ الثمرة في أول الفطرة، فستلبسها في الأخير.
فمثلُ هذا النبي الكريم ﷺ الذي يضافُ إلى كفة حسناته في الميزان مثلُ ما قامت به أمتُه من حسنات بسر: «السبب كالفاعل».. والذي تُضاف إلى كمالاته المعنوية الصلواتُ التي تؤديها الأمة جميعا.. والذي يُفاض عليه من الرحمة الإلهية ومحبتِها ما لا يحدهما حدود، فضلا عما يناله من ثمراتِ ما أدّاه من مهمة رسالته من ثواب معنوي عظيم.. نعم، فمثلُ هذا النبي العظيم ﷺ لا ريب أن ذهابه إلى الجنة، وإلى سدرة المنتهى، وإلى العرش الأعظم، فيكون قاب قوسين أو أدنى، إنما هو عينُ الحق، وذاتُ الحقيقة ومحضُ الحكمة.
الإشكال الثاني
أيها القاعد في مقام الاستماع! إن هذه الحقيقة التي استشكلتَها هي عميقَةُ الغور في ذاتها، وهي عالية سامية إلى حدّ لا يبلغها العقلُ، بل لا يقترب منها، ومع هذا فإنها تُرى بنور الإيمان.
ونحن هنا سنحاول أن نقرّب إلى الأفهام شيئا من تلك الحقيقة العالية ببعض الأمثلة، التي تساعد على ذلك، وهي على النحو الآتي: إذا ما نُظر إلى هذه الكائنات نَظر الحكمة، بدت كأنها شجرة عظيمة وفي معناها، فكما أن الشجرة لها أغصان وأوراق وأزاهير وثمرات، ففي العالم السفلي، الذي هو شقّ من شجرة الخلقة، تُشاهَد أيضا أنّ العناصرَ بمثابة أغصانه، والنباتات والأشجار في حُكم أوراقِه، والحيوانات كأنها أزاهـيره، والأنـاسيَّ كأنهم ثمراتُه. فالقانون الإلهي الجاري على الأشجار يلزم أن يكون جاريا أيضا على هذه الشجرة العظمى، وذلك بمقتضى اسم الله «الحكيم». لذا فمن مقتضى الحكمة أن تكون شجرةُ الخلقة هذه ناشئةً أيضا من نواة، وأن تكون النواةُ جامعةً نمـاذجَ وأسسَ سائر العوالم فضلا عن احتوائه على العالَم الجسماني؛ لأن النواةَ الأصلية للكائنات المتضمنة لألوف العوالِم ومنشأها لا يمكن أن تكون مادةً جامدة قط. وحيث إنه ليست هناك شجرة من غير نوع شجرة الكائنات قد سبقتْها، فإن المعنى والنور الذي هو في حُكم المنشأ والنواة لها قد تجسّد بثمرةٍ في شجرة الكائنات وأُلبِس ملابسَ الثمرة، وذلك لأن النواة لا تكون مجرّدةً عاريةً دائما، إذ ما دامت لم تلبس لباسَ الثمرة في أول الفطرة، فستلبسها في الأخير.
Yükleniyor...