الجسماني، وسيقطع المراتب إلى ما وراء طبقات الموجودات وبرزخ الأسماء وتجلى الصفات والأفعال المعبّر عنها بسبعين ألف حجاب. (2)
فهذا هو المعراج.
ويرد على البال أيضا أنك أيها المستمع تقول من أعماق قلبك: إن ربا هو أقرب إلينا من كل شيء، ماذا يعني المثول بين يديه بعد قطع مسافة ألوف السنين والمرور من سبعين ألف حجاب؟ كيف أعتقد بهذا؟
ونحن نقول: إن الله سبحانه وتعالى أقربُ إلى كل شيء من كل شيء، إلّا أن كلَّ شيء بعيد عنه بُعدا مطلقا؛ فلو فرضنا أن للشمس شعورا وكلاما، فإنها تستطيع أن تتكلم معك بالمرآة التي في يدك، وتتصرف فيك بما تشاء. فبينما هي أقربُ إليك من بؤبؤ عينك الشبيهة بالمرآة، فأنت بعيد عنها بأربعة آلاف سنة تقريبا. ولا يمكنك التقرب إليها بحال من الأحوال. حتى لو ترقّيت إلى مقام القمر، وعلوتَ إلى نقطة مقابلة لها مباشرة، فلا تكون سوى ما يشبه مرآة عاكسة لها.
وهكذا فإن الله جل جلالُه وهو شمسُ الأزل والأبد -ولله المثل الأعلى- أقربُ إلى كل شيء من كل شيء، مع أن كلَّ شيءٍ بعيد عنه بعدا مطلقا. إلّا مَن يقطع جميع الموجودات، ويتخلص من الجزئية ويرتقى في مراتب الكلية متدرجا في مرتبة من بعد مرتبة ويمضي عبر آلاف الحجب ويتقرب إلى اسمٍ محيط بالموجودات كلها، فيقطع مراتب كثيرة أمامه، ثم بعد ذلك يتشرف بنوع من القرب.
ومثال آخر: إن الجندي الفرد بعيد جدا عن الشخصية المعنوية للقائد الأعظم، فهو ينظر إلى قائده من مسافة في غاية البُعد ومن خلال حُجب معنوية كثيرة، فيراه في نموذج مصغّر في مرتبة العريف. أما الرغبة بالقرب الحقيقي من الشخصية المعنوية للقائد الأعظم، فيلزمه ذلك المضي في مراتبَ كلّية كثيرة كمراتب الملازم والنقيب والرائد وهكذا. بينما القائد الأعظم موجود عنده ويراه بأمره وقانونه ومراقبته وحكمته وعلمه، وهو موجود بذاته إزاءه إن كان قائدا في المعنى -والروح- كما هو في الصورة والظاهر.
فهذا هو المعراج.
ويرد على البال أيضا أنك أيها المستمع تقول من أعماق قلبك: إن ربا هو أقرب إلينا من كل شيء، ماذا يعني المثول بين يديه بعد قطع مسافة ألوف السنين والمرور من سبعين ألف حجاب؟ كيف أعتقد بهذا؟
ونحن نقول: إن الله سبحانه وتعالى أقربُ إلى كل شيء من كل شيء، إلّا أن كلَّ شيء بعيد عنه بُعدا مطلقا؛ فلو فرضنا أن للشمس شعورا وكلاما، فإنها تستطيع أن تتكلم معك بالمرآة التي في يدك، وتتصرف فيك بما تشاء. فبينما هي أقربُ إليك من بؤبؤ عينك الشبيهة بالمرآة، فأنت بعيد عنها بأربعة آلاف سنة تقريبا. ولا يمكنك التقرب إليها بحال من الأحوال. حتى لو ترقّيت إلى مقام القمر، وعلوتَ إلى نقطة مقابلة لها مباشرة، فلا تكون سوى ما يشبه مرآة عاكسة لها.
وهكذا فإن الله جل جلالُه وهو شمسُ الأزل والأبد -ولله المثل الأعلى- أقربُ إلى كل شيء من كل شيء، مع أن كلَّ شيءٍ بعيد عنه بعدا مطلقا. إلّا مَن يقطع جميع الموجودات، ويتخلص من الجزئية ويرتقى في مراتب الكلية متدرجا في مرتبة من بعد مرتبة ويمضي عبر آلاف الحجب ويتقرب إلى اسمٍ محيط بالموجودات كلها، فيقطع مراتب كثيرة أمامه، ثم بعد ذلك يتشرف بنوع من القرب.
ومثال آخر: إن الجندي الفرد بعيد جدا عن الشخصية المعنوية للقائد الأعظم، فهو ينظر إلى قائده من مسافة في غاية البُعد ومن خلال حُجب معنوية كثيرة، فيراه في نموذج مصغّر في مرتبة العريف. أما الرغبة بالقرب الحقيقي من الشخصية المعنوية للقائد الأعظم، فيلزمه ذلك المضي في مراتبَ كلّية كثيرة كمراتب الملازم والنقيب والرائد وهكذا. بينما القائد الأعظم موجود عنده ويراه بأمره وقانونه ومراقبته وحكمته وعلمه، وهو موجود بذاته إزاءه إن كان قائدا في المعنى -والروح- كما هو في الصورة والظاهر.
Yükleniyor...